وفي كلمته التي وجهها فجر اليوم الثلاثاء، هنأ آية الله السيد إبراهيم رئيسي، الشعب الايراني بقدوم العام الايراني الجديد وتزامن النوروز مع شهر رمضان المبارك، وقال: ان العام 1401 (انتهى في 20 اذار/ مارس) كان مليئا بالأحداث. كانت فيها مرارة وحلاوة، صعود وهبوط، لكن إذا أردت أن أقولها في جملة واحدة ، فإن العام 1401 كان عام قوة وبطولة الشعب وتألقه في المجالات الحاسمة.
ووجه آية الله رئيسي التهنئة بمناسبة العام الجديد لكل أبناء الوطن الأعزاء، ولاسيما عائلات الشهداء والمضحين وقائد الثورة الاسلامية وجميع الشرائح والمجموعات العرقية والمواطنين الإيرانيين في الخارج، وكل الدول التي تحتفل بالنوروز، ولكل من يخفق قلبه لإيران العزيزة.
وقال: في هذا العام ، تزامن ربيع الطبيعة مع ربيع النفوس والقلوب وربيع القرآن اي شهر رمضان المبارك. إننا نعتبر هذا التزامن فأل خير ونأمل أن يكون مصدر بركات مادية وروحية واسعة لأبناء إيران المخلصين والمكرمين.
واضاف : كان العام الماضي عاما حافلا بالأحداث. كان فيها مرارة وحلاوة، صعود وهبوط، لكن إذا أردت أن أقولها في جملة واحدة، فإن عام 1401 كان عام قوة وبطولة الشعب وتألقه في المجالات الحاسمة.
وقال: في هذا العام، شهدنا أحداثًا طبيعية مأساوية، مثل زلازل هرمزكان وخوي والسيول في أجزاء مختلفة من البلاد، فضلاً عن الحادث المأساوي بمدينة آبادان، والذي أحزن اهالي المدينة وشعب إيران العزيزة. في كل هذه الحوادث كان جهد الحكومة هو الحضور السريع والفاعل والمطمئن.
وتابع قائلا: بغض النظر عن الأحداث الطبيعية التي ذكرتها، فإن قضايا مثل أعمال الشغب في الخريف والهجوم الإرهابي على مرقد شاهجراغ (احمد بن موسى عليهما السلام في شيراز) جعلت الشعب الإيراني يشعر بالمرارة.
واضاف: لم تكن أعمال الشغب بالأمر اليسير، بل كانت نتاج مخططات أعداء إيران، والتي بدأت تقريبًا في العام الأول للحكومة (من سبتمبر 2021 إلى سبتمبر 2022)، وخلافًا لتوقعات المنتقدين، حقق مشروع الحكومة، الذي كان يهدف إلى إعادة الأمل والثقة للشعب، تقدمًا كبيرًا ومقبولًا، وفي الواقع، فشل مشروع العقوبات في ظل التخطيط الدقيق من قبل الحكومة وبدعم من ثقة الشعب ومؤازرته.
وقال رئيس الجمهورية: كان من أبرز نقاط تبلور ثقة الشعب والحكومة مرحلة تعميم الدعم في تنفيذ قانون البرلمان. تحدثت الحكومة بصدق مع الناس حول هذه المسألة. قبل عدة أشهر، تم اطلاع الناس بشكل كامل، وتم تبيين ضرورة هذا الإجراء، وفي التنفيذ سعت لان تاخذ التعويضات بنظر الاعتبار، وزادت الدعم من ستة إلى عشرة أضعاف. وكانت النتيجة أن العمل العظيم مضى قدمًا بدعم وثقة الشعب.
واضاف: شهد العام الأول للحكومة عدة أحداث مهمة: "1. فشل مشروع العقوبات "2. تحسين مؤشرات الاقتصاد العام "و" 3. زيادة ثقة الشعب. وقد أدى ذلك إلى لجوء المعارضين الإيرانيين إلى الجانب الآخر من عملة العقوبات، وهي الفوضى. فرع آخر من الحرب الهجينة. لقد حاولوا تعطيل تقدم البلاد من خلال أعمال الشغب وخلق الانقسام الاجتماعي والسياسي وعزل إيران في العالم، لكن الأمة الإيرانية تصدت لهذه المؤامرة الكبيرة والمتعددة الطبقات ودافعت عن الثورة وإيران.
واعتبر العمل العظيم الذي قام به الشعب في 22 بهمن (11 شباط) بانه احبط خطط الاعداء وقال: إن وجود الناس في الساحة في مناسبات مثل 22 بهمن هو "خلق الأمن" و"خلق القوة"، لذلك، على عكس الاضطراب الذي أعطى الأمل للعدو وخلق حالة من عدم اليقين في الاقتصاد، مما تسبب في الإضرار بمعيشة الناس، تواجد الناس في 22 بهمن خيب آمال العدو. وبعد 22 بهمن واستعراض قوة الشعب، بدأت جولة جديدة من النجاحات الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية والتعويض عن الأضرار التي سببتها الاضطرابات في حياة الناس. أود مرة أخرى أن أشكر الناس بصدق وأن انحني أمام عظمتهم.
وقال: كما لابد من تكريم ذكرى شهداء الأمن وأبناء الوطن الذين فقدوا أرواحهم في هذه الأحداث ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة.
واعتبر العام الماضي بانه على العكس من رغبات الجبهة المناهضة لإيران، تضمن الكثير من الامور الطيبة وكان في الواقع عام الإنجازات العظيمة للأمة.
وقال: في العام الذي تم تزيينه باسم "الإنتاج المعرفي والمولد لفرص العمل"، نما الإنتاج بشكل جيد. تم تسجيل أرقام قياسية جديدة في مجال الشركات القائمة على المعرفة وتحقق وعد الحكومة في مجال فرص العمل. وفي قطاع الإنتاج ، بلغ معدل النمو خلال 9 أشهر 3.7٪ ، وفي قطاع التشغيل بلغ معدل البطالة 8.2٪ ، وهو أدنى معدل في السنوات الأخيرة.
واضاف: كان أحد تحديات العقد الماضي، وهو العقد الضائع لاقتصاد البلاد، هو النمو المنخفض والسلبي للاستثمار في بعض السنوات، ولكن هذا العام ، نما الاستثمار بشكل جيد مثل القطاعات الأخرى.
وقال: في عام 1401 تم تفعيل أكثر من 3 آلاف مصنع ووحدة إنتاج راكدة أو شبه راكدة. في القطاع القائم على المعرفة، تم البدء في 140 مشروعًا مهمًا ورئيسيًا في قطاعات الطاقة والزراعة والفضاء والنقل والمعدات الطبية والتكنولوجيا الحيوية، وزادت فرص العمل في واحات العلوم والتكنولوجيا ومراكز النمو بنسبة 50٪.
واضاف: في مجال الصحة ، استطاعت الحكومة الوفاء بوعدها لاحتواء فيروس كورونا في الأشهر الأولى من العام من خلال استكمال التطعيم العام وبالتعاون مع المواطنين. ومن الخدمات الحكومية الأخرى في قطاع الصحة زيادة أكثر من 10000 سرير مستشفى، والتأمين الصحي المجاني لما يقرب من 6 ملايين شخص في الفئات العشرية الثلاثة الدنيا من المجتمع، وخدمات الاستشفاء المجانية في المدن لأقل من 20000 نسمة.
وقال: في القطاعات الأخرى، كانت الخدمات الحكومية للشعب مستمرة ومتواصلة. نما الشراء المضمون من المزارعين بنسبة 60٪ ، وتم بناء أكثر من ألفي مدرسة في عام واحد، وتم تشغيل ما يقرب من ألف كيلومتر من الطرق السريعة والطرق الرئيسية في البلاد ، وستة عمليات إطلاق فضائية ، بما في ذلك إطلاق القمر الصناعي نور2.
واضاف: في مجالات البنية التحتية ومشاريع البناء ، استمرت استراتيجية الحكومة الأساسية لاستكمال الأعمال نصف المكتملة في عام 1401.
وقال رئيس الجمهورية ان مشروع سكة حديد زاهدان - خاش الإستراتيجي ، نفق نقل المياه الضخم إلى بحيرة ارومية، مشروع غدير الكبير لتزويد خوزستان العزيزة بالمياه ، العديد من المشاريع الكبيرة لتزويد سنندج وهمدان بالمياه ، مشاريع إمداد المياه لـ 1500 قرية في البلاد ، بدء عمليات نقل المياه من الخليج الفارسي إلى الهضبة الوسطى ، ومشروع تحلية بوشهر الكبير ، ومستشفى الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) الكبير في طهران، والمرحلة 14 من حقل "فارس الجنوبي" للغاز، وتطوير مصفاة آبادان والعديد من المشاريع الضخمة الأخرى في هذا المجال من النفط والغاز التي شهدتموها والحمد لله قد اكتملت.
وتابع: كما أدى افتتاح العديد من مشاريع محطات الطاقة في الدولة إلى زيادة قدرة توليد الكهرباء بمقدار 7000 ميغاواط في البلاد، ونتيجة لذلك تمكنا من منع تكرار انقطاع التيار الكهربائي السابق، حتى خلال فترة الذروة الصيفية.
وقال: في مجال السياسة الخارجية، كان نهج الحكومة منذ البداية هو "الدبلوماسية المتوازنة" و"إحياء سياسة الجوار والاقليم". كان عام 1401 عام اثمار هذه السياسة. طبعا بدأت خططنا ورحلاتنا في هذا الاطار مع بدء مهام الحكومة ولكن النتائج اتضحت لشعبنا العزيز في العام الماضي.
واضاف: "الدبلوماسية المتوازنة" تعني أننا لم نعطل البلد للدول التي تتردد في التعاون مع إيران. يؤدي التسويف في العالم الجديد والنظام الجديد إلى فقدان البلد لدوره ومكانته. موقع إيران في المنطقة موقع استراتيجي لا غنى عنه. من السمات المهمة للنظام العالمي الجديد نقل الدور إلى القارة الآسيوية. دور أميركا وهيمنتها في العالم آخذان في التراجع.
وقال: من بين الخطط الإستراتيجية للحكومة في العام الجديد، استغلال المكانة الفريدة والاستراتيجية لإيران العزيزة، وتفعيل طرق "الشمال -الجنوب" و"الشرق -الغرب" لتحقيق مكانة بمستوى الأمة الايرانية العظيمة في النظام الجديد.
واعتبر سياسة الجوار ، التي أصبحت نتائجها أكثر وضوحا لشعبنا العزيز هذه الأيام، من أهم أجندات الحكومة منذ اليوم الأول، واضاف: النجاحات التي ذكرتها تحققت بدعمكم وثقتكم، لا يعني التعبير عن هذه النجاحات أنه لا توجد مشاكل، بل يعني أنه بما أننا تمكنا من التغلب على قدر كبير من المشاكل والمؤامرات المتراكمة من خلال العمل معًا، يمكن أيضًا حل المشكلات الأخرى بتضامن الشعب والخدمة من قبل الحكومة.
واشار الى خفض التضخم من 59٪ في سبتمبر عام 2021 الى 43٪ في فبراير العام 2023، واعتبر هذا الرقم بانه غير مرض، واضاف: ان الخطة الرئيسية للحكومة في عام 1402 هي السيطرة على التضخم إلى جانب النمو الاقتصادي المستدام.
وقال: في مجال السياسة الداخلية، هذا العام هو عام انتخابات مجلس الشورى الإسلامي ومجلس خبراء القيادة. خطة الحكومة هي وضع أسس المشاركة الشعبية للشعب وتشكيل برلمان قوي. الحكومة لا تنتمي إلى أي فصيل. فصيل الحكومة هو فصيل الثورة والشعب العزيز. كلما أجريت انتخابات أكثر شعبية ، كان ذلك أفضل لبلدنا العزيز.
واضاف: إن مساعدتكم وتضامنكم ومشاركتكم هي أثمن رصيد للحكومة ولتنفيذ الإجراءات التطويرية.
واكد قائلا: لم يتلق أي من مدراء الحكومة شيكًا على بياض للتواجد بشكل مستمر في الحكومة والمؤسسات، لكنهم يخضعون للتقييم باستمرار. إذا رأيت أن الشخص ليس لديه القدرة أو المؤهل لخدمة الناس في الجهاد، فمن الطبيعي أن يحل محله شخص اخر ذو دوافع وخبرة.
واكد بان جهود الحكومة في العام الجديد ستنصب على الوفاء بالوعود، بما في ذلك "تحسين معيشة الشعب" و"مكافحة الفساد" و"السيطرة على التضخم" و"تعزيز الإنتاج" و"زيادة فرص العمل"، على مدار الساعة وبدون توقف.