كان يمتلك روحا سامية تحمل الايمان بكل معناه، ونفسا زكية طيبة وعقلا يحمل هم الملايين في العالم.
كان أمة في رجل، يعمل بالتوكل له ثقة بالله لا نظير لها. قاد مسيرة تاريخية تجسدت في ثورة شعبية عارمة غيرت مجرى التاريخ البشري خلال القرنين الأخيرين.
اسس كيانا لدولة عصرية تعتمد الشرع والحرية والعدالة. أسس لنظام لم يألفه المجتمع البشري في الشرق ولا في الغرب.
لم يتأثر بالماركسية ولا بالرأسمالية قط. رسالته الصدق والإخلاص وسلاحه أقوى الأسلحة التي تعتبر أسلحة فوق الستراتيحيات العالمية.
أصبح أنموذج مدرسة عصرية في الدفاع والوطنية والتحرر ومكافحة الحاكمين وأنظمة السلطة المتغطرسة.
كان ذا نفس مطمىنة وقلب سليم.
كان قويا في ذات الله مجاهدا من أجل قيم السماء.
كل همه معاناة الملايين في العالم. حمل على عاتقه مسؤولية التصدي بوعي كامل وبصيرة نافذة لأنظمة الشر.
انهارت على يديه نظريات الحكم وبناء المؤسسات. صارع الطغاة وواجه المتعنتين. صمد ببسالة القائد المتسلح بالفكر المحمدي العلوي الحسيني. غير بشكل ملفت للنظر خارطة العالم والحسابات التي ترسمها مؤسسات البحث والتحقيق.
باغت الساسة وأصحاب النظريات والمدارس الفكرية. أقام دولة أصبحت تؤرق القوى المتسلطة وأصبحت قوة يحسب لها ألف حساب، قلب المعادلات وطاولة المحاسبات واقام نظاما له مكانته ودوره الستراتيحي في كل معادلات العالم السياسية.
نقل القضايا التي تمثل محاور مهمة في واقع الأمة إلى العالمية، كما هو حال القضية الفلسطينية التي جعلها ستراتيحية ثورته المباركة. نصير المستضعفين والمحرومين والشعوب التي ذاقت الويلات من الحكام.
ترك بصمة وأي بصمة لها كبير الأثر وأبلغ التأثير في الواقع العالمي، تعيش ثورته العظيمة دخولها عامها الخامس والأربعين في ذكرى ثورة الحادي عشر من شباط الذكرى الرابعة والأربعين ونظام أرساه اقوى منعة واصلب عودا.
سلام على العبد الصالح الثائر الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني طاب ثراه.
بقلم / محمد علي ابو هارون