جاء ذلك خلال لقاء رئيس البرلمان الايراني، مساء الاحد، رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري ابراهيم بوغالي على هامش المؤتمر الـ 17 لاتحاد برلمانات الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي.
وأوضح قاليباف في هذا اللقاء أن قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي أهمية كبيرة لإقامة علاقات بين إيران والدول الإسلامية الأخرى، وهذه إحدى سياساتنا الثابتة والدائمة، وقال: طبعا بناء على هذه السياسة فان الحكومة والبرلمان الايراني ينظران الى الجزائر وشعبها بنظرة ثورية ومميزة للغاية.
وفي إشارة إلى الدور الرئيسي للبرلمان في الجمهورية الإسلامية الايرانية، قال قاليباف: يجب أن يكون لدى الحكومة والبرلمان في الجزائر وإيران تصميم جديد ومحدد للعلاقات الثنائية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأحد الآليات هو عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة للبلدين في أقرب وقت وعلى مستوى عالٍ والإسراع بزيارات مجموعات الصداقة البرلمانية الايرانية والجزائرية.
واشار قاليباف الى ان اقامة المعرض الاقتصادي المقرر اقامته في الجزئر في شرهر حزيران /يونيو القادم، لافتا الى استعداد ايران للمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي، ووجه دعوة الى نظيره الجزائري لزيارة طهران باعتبارها خطوة الى الامام لعقد لجتماع اللجنة الاقتادية المشتركة للبلدين.
ومضى رئيس البرلمان الايراني قائلا: لدينا حاليًا حجمًا كبيرًا من التبادلات التجارية مع عمان والإمارات وتركيا وقطر والعراق وباكستان وأذربيجان وروسيا والصين، ويبلغ حجم التبادل الاقتصادي مع هذه الدول أكثر من 80 مليار دولار، مضيفًا: في حين تبلغ قيمة العلاقات التجارية بين إيران والجزائر مائة مليون دولار فقط وهو أمر غير مقبول.
واوضح قاليباف أن الجمهورية الإسلامية الايرانية يمكنها تصدير الصلب ومواد البناء التي تحتاجها الجزائر والدول المجاورة لها، وقال: يمكن أن يكون لدينا طريق نقل بحري ثابت مع الجزائر، دعنا نقول أن هذا يمكن أن يسهل القضية تجارة إيران مع إفريقيا.
واضاف رئيس مجلس الشورى الاسلامي: كما ان البلدين لديهما إمكانية التواصل الجاد في مجال العلوم المعرفية والبنى التحتية، خاصة في مجال العلوم المعرفية في مجالات الطب والصحة والتكنولوجيا، حيث احرزت الجمهورية الإسلامية الايرانية تقدمًا كبيرًا، ويمكننا التعاون في مجال دراسات الطاقة وخاصة النفط والغاز.
وتابع قاليباف: بالمقابل بامكاننا في مجال الخدمات الهندسية والبنية التحتية، نقل حبراتنا وخدماتنا إلى الجزائر، ومن ناحية أخرى بما أننا بحاجة إلى الفوسفات ويمكن للجزائر الغنية في هذا المجال أن تصدر لهذا المنتج لايران، لذلك فالأرض جاهزة للتبادلات التجارية.
وتطرق رئيس البرلمان الايراني الى العلاقات الإقليمية والدولية، وقال: أن قضيتنا الأولى بلا شك هي قضية فلسطين، مضيفا: ان الكيان الصهيوني لا يفهم لغة أخرى غير لغة القوة، ويجب التصدي له من أجل وقف اعتداءاته على اراضي البلدان الاسلامية.
من جانبه واشاد رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري ابراهيم بوغالي في هذا القاء بمشاركة رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قايباف في المؤتمر الـ 17 لاتحاد برلمانات الدول الاسلامية، وقال: ان إيران والجزائر لديهما الكثير من القواسم المشتركة، لكن على الرغم من التسهيلات والقدرات المتاحة بين البلدين ، فإن العلاقات لم تصل بعد الى مستوى مرضٍ، ونأمل أن نرتقي بعلاقاتنا إلى أعلى مستوى بتعاملات خاصة.
وأكد بوغالي ضرورة تعاون الدول الإسلامية وتعزيز اقتصاد بعضها البعض، وقال: ان الجمهورية الإسلامية الايرانية رائدة في العديد من المجالات، كما أعتقد أن بعض الدول المؤثرة في العالم الإسلامي على استعداد للقيام بدور قيادي بين الدول الإسلامية ومن بينها إيران والجزائر، اللتان لديهما وزن ثقيلن بين الدول الإسلامية، ولهما مكانة خاصة ويمكنهما القيام بدور مهم وإظهار الصورة الصحيحة للإسلام وهو دين الحق والاعتدال.
ومضى يقول: إن الجزائر ستستمر في الدفاع عن قضية فلسطين حتى ينال الشعب الفلسطيني جميع الحقوق المسلوبة واعادة ارض فلسطين إلى أصحابها الأصليين.
واضاف رئيس البرلمان الجزائري: هاجسنا الآخر هو ايجاد الاتحاد بين الفصائل الفلسطينية، وهو ما يعطينا دافعًا قويًا للدفاع عن القضية الفلسطينية، ومن خلال دعم فلسطين فإننا ندعم أيضًا اعطائها العضوية الدائمة في الأمم المتحدة.
وفي إشارة إلى التبادل التجاري بين ايران والجزائر، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري: بالنظر الى التسهيلات القائمة بين البلدين، يجب زيادة مستوى العلاقات لأن هذا المستوى لا يتماشى مع إمكانيات الجزائر وإيران.
واوضح أن تطبيع العلاقات بين بعض الدول الإسلامية والكيان الصهيوني يعد تخلي المسؤولية عن دعم فلسطين، وقال: أي دولة إسلامية تقوم بهذا العمل ستطعن فلسطين بشكل مباشر، ويجب تقوية مواجهة "إسرائيل"، إن قضية فلسطين هي شرف وفخر كل مسلم.
واردف بوغالي قائلا: فيما يتعلق بالدول الإسلامية وقوتها ، يجب القول إن القوة تتحقق من خلال تعزيز المجال الاقتصادي، وإذا تم تعزيز اقتصاد الدول الإسلامية، يمكن اتخاذ قرارات حوكمة قوية في جميع المجالات، لذلك يجب علينا تعزيز هذا المجال.
وأضاف رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري: نهجنا الجاد في الموضوع الاقتصادي هو الاعتماد على التسهيلات والقدرات الداخلية وتقليل الواردات، بينما نريد توقيع عقود مع من يحترم مبدأ الربح للجميع وليس المستعمرين، الذي كان يعتزمون الهيمنة على الاقتصاد الجزائري.
وفي إشارة إلى موقع مقر اتحاد برلمانات الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي PUIC في طهران ، قال بوغالي: هناك فرصة لتعزيز العلاقات والاستفادة من تجارب الدول الحاضرة في الاتحاد البرلماني للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.