يريد الاتحاد الاوروبي ان يضع اقدامه الآن مكان اقدام دونالد ترامب السيء الصيت ليصف حراس الثورة الاسلامية في ايران بالارهاب ، وهذه أحدث سخرية من مهزلات التاريخ الاوروبي.
لا يحتاج الدفاع عن الحرس الثوري وتبيان فضلهم الى الكثير من الجهد، وهناك من يقوم بهذا الواجب من الايرانيين وباقي الشرفاء والاحرار في العالم، ويكفي ان نعلم حقيقة الذين يعادونه ويريدون ذمه خاسئين.
الأوروبيون الذين يتهمون الحرس الثوري بالارهاب هم اصحاب الاستعمار والانتداب والوصاية ونهب ثروات بلداننا واراقة انهر من الدماء وشنق ابطال امتنا المناهضين للاحتلال والاستعمار وحرقهم واعدامهم بالرصاص.
لكل بلد اوروبي سواء البرتغال واسبانيا واليونان وفرنسا وهولندا والمانيا وايطاليا تاريخ طويل ملئه استعباد الشعوب الاخرى في الشرق الاوسط وافريقيا واميركا اللاتينية وحرق النسل والحرث والافساد في الارض... وفي مقدمة هؤلاء الاوروبيون الارهابيون، بريطانيا ... وما ادراك ما بريطانيا.
لم يترك الاوروبيون منطقة على وجه الكرة الارضية الا بحثوا عن ثرواتها لسرقتها والاستيلاء عليها بقوة البارود والاساطيل ، وانغمست كل ثرواتهم وامكانياتهم المادية بدماء آبائنا وامهاتنا في البلدان الاسلامية والعربية وغيرها .
المتشدقون بالحضارة هؤلاء أقاموا الابراج من الجماجم في بلداننا حينما انتفض آباؤنا ضد الاستعمار الاوروبي وطلبا لاستعادة الحرية، وان كتب التاريخ الحديث وليس القديم، مليء بجرائمهم وارهابهم واسترقاقهم للشعوب.
وحتى يومنا هذا فان التخلف الذي نعانيه في بلداننا والحروب المفتعلة بين دولنا وتغذية الاحقاد في منطقتنا كلها وكلها ذات بصمة اوروبية واضحة (اضيف اليهم رعاة البقر ومبيدو الهنود الحمر الاميركيون ايضا).
ولا نحتاج فقط الى التفكير في تاريخهم الاستعماري بل ان استعمارهم الحديث لا يقل وحشية عن القديم . خلال صراع النفوذ بين فرنسا وبلجيكا في روندا قبل سنوات ذهب ثلاثة ملايين قتيل في عمليات ابادة ، وفي البوسنة والهرسك اطلق الاوروبيون يد الصرب والكرواتيين لابادة المسلمين والمقابر الجماعية ودعموا جناة وطغاة مثل صدام حسين المهووس بانشاء المقابر الجماعية، بالاسلحة الكيميائية، واوجدوا ودعموا الجماعات الارهابية كداعش والنصرة وغيرهم من هواة الذبح ، ومنعوا الادوية في ايران في زمن جائحة كورونا ولايزالوا يمنعون استيراد ايران لادوية الامراض المستعصية تحت ذريعة الحظر.
من ينعتون الحرس الثوري بالارهاب هم الذين قتلوا حتى من انفسهم الملايين الملايين في حربين عالميين ضروسين في القارة الاوروبية في عقود ليست ببعيدة، ولا ترى فتنة ومأساة وشر تفتك بالانسانية على وجه الكرة الرضية من قصف المدن بالقنابل النووية والانواع الاخرى من الارهاب والتنكيل والجرائم ضد البشرية والشرّ، الا وكان هؤلاء الاوروبيون والغربيون سببه وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه.
الاتحاد الاوروبي الذي يريد ان يعلمنا من الجيد ومن السيء هو الذي يدعم غصب واحتلال فلسطين بعدما اوجد الاوروبيون والغربيون هذا الكيان الغاصب السفاح والقاتل للاطفال في منطقتنا ومنحوه من أقدس اراضينا ومقدساتنا، واذا اردت ان تحارب اليهود الارجاس تجد الاتحاد الاوروبي والغرب في مقدمة المدافعين عن الصهاينة، أعداء الانسانية.
ولم يعلن الاتحاد الاوروبي ان قتل الشعب اليمني وتجويع اطفاله وامهاتهم وحرقهم وهدم البيوت فوق رأسهم وحصارهم وتقطيع الصحفيين المعارضين بالمناشير ، ارهاب يجب محاربته والتصدي له، بل يزودون الجناة باحدث انواع الاسلحة ويستمرون.
الدول الاوروبية واميركا المتزعمة للغرب ، هم الذين قتلوا اكثر من مليون عراقي ومئات الالاف من الافغانيين بذرائع واهية وتنفيذا لمخطط غربي جهنمي للاستيلاء التام على منطقتنا، والجميع يعلمون من الذي افشل مخططهم الشيطاني واجبرهم على الانسحاب من المنطقة.
ومن المؤكد ان هذه الاسطر القليلة لا تسع لذكر الارهاب والجرائم الاوروبية والغربية التي يندى لها جبين البشرية، ويكفي دفاعا عن طهر حراس الثورة الاسلامية في ايران ان نقول بأن اتيان مذمتهم من النواقص الاوروبيين والغربيين، شهادة كمال، ففي الحكم والأمثال، كلام من ذهب.
بقلم: فريد عبدالله