ولهذا، يمكن أن تتحوَّل الرياضة إلى شيء من العبادة، عندما تتطوَّر في تجربة الإنسان وتنفتح على الله سبحانه وتعالى.
ونحن لسنا ضدّ الرياضة التي يهتمّ بها الشَّباب، كرياضة كرة القدم، أو ما أشبه ذلك، ولكنَّني أتحفّظ عن العصبيَّة التي يعيشها الكثير من الشَّباب في العالم تجاه أبطال الرّياضة، بالمستوى الَّذي ربما يتحوَّل إلى حالة سلبيَّة في العلاقات أو في الهتافات، أو ما إلى ذلك.
وهناك نقطة قد نلاحظها في هذا المناخ العصبيّ الَّذي يشمل مشجعي الرياضيين في الداخل والخارج، وهي أنه يتحوَّل إلى حالة يفقد فيها المشجعون الذهنية الرياضية التي تعتبر الرياضة مجرد حركة تنافسية بين فريقين من دون أن تترك في خلفياتها أي حالة سلبية، ولكننا نجد أنها قد تتحول إلى حالة عدوانية، كما يحدث حتى في بعض البلدان الغربية، عندما يسقط فريق مثلاً ليتعصَّب له فريق آخر، وقد يثيرون الفوضى وما إلى ذلك، ما يدلّ على أنّ الحركة الرياضيَّة تتحوّل إلى مجرّد حركة شكليَّة، من دون أن تنطلق من روح تجعل الإنسان يتقبل الخسارة من الفريق الآخر بروح واقعيَّة تعتبر أنّ التّنافس قد يحقِّق لهذا موقعاً إيجابياً، أو يحقِّق لذاك موقعاً إيجابياً.
إننا لا نمانع من أن تكون للشَّباب اهتماماتهم، ولكن بالطريقة التي لا تتحوَّل فيها هذه الاهتمامات النفسيَّة إلى حالة من الغفلة الَّتي تشغلهم عن قضاياهم الحيويَّة المرتبطة بقضايا الإنسان في مناطقهم أو في العالم.
* من كتاب "عن سنوات ومواقف وشخصيّات".
السيد محمد حسين فضل الله