لقد كلفت هذه المغامرة قرابة 20 بالمئة من اراضي اوكرانيا ضمتها روسيا والنجاح الوحيد الذي سجله زيلنسكي هو الدخول الى خيرسون (يقال أن هناك صفقة بين روسيا وأميركا بشأن ذلك بعد لقاءات أمنية مخابراتية في تركيا).
والآن وبعد ان كانت التصريحات والأقوال في أوروبا تتحدث بالوقوف مع أوكرانيا حتى النهاية وحتى إلحاق الهزيمة بروسيا، نرى بأن هناك صرخات انتقاد للرئيس الأوكراني زيلنسكي داخل الإتحاد الأوروبي.
لقد انتقدت صحيفة "يونغه ويلت" الالمانية مؤخراً استمرار الحرب في اوكرانيا وعدم التفاوض مع روسيا لانهاء الحرب وكتبت "ان العالم أصبح رهينة حماقة بايدن وعقدة زيلنسكي النابليونية".
وقد اوردت صحيفة واشنطن بوست قبل فترة وجيزة ان هناك ضغوطا يمارسها البيت الأبيض على زيلنسكي للتفاوض مع روسيا، وأكدت بأن المسؤولين الأميركيين قد حذروا الحكومة الأوكرانية في أحاديثهم الخاصة بأن عليهم إبداء جهوزيتهم للتفاوض مع روسيا.
وفيما يرفض زيلنسكي حتى الان هذه الدعوات ويضع شروطا تعجيزية للتفاوض ومنها انسحاب روسيا من جميع الاراضي الاوكرانية وحتى من القرم، وانه غير مستعد للتحدث الا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يرجع البعض سبب هذا الانقلاب في الموقف الغربي الى حصول الغرب على نتائج عكسية من كل المعادلات التي رسمها لنفسه، فالفخ الذي نصبوه لروسيا قد وقعوا هم فيه.
ان الأزمة الاقتصادية وازمة الطاقة وازمة الغذاء وارتفاع اسعار الغاز والكهرباء في اوروبا واغلاق الشركات والمتاجر والاضرابات هي قسم يسير من الورطة الغربية والخطر الأكبر الذي يقض مضاجع الغربيين هو خسارتهم لهيمنتهم العالمية وهيمنة عملة الدولار ، فعالم اليوم اختلف كثيرا عما قبل اندلاع حرب اوكرانيا.
عالم اليوم بات متعدد الأقطاب، فلن تعود الأوضاع على الساحة العالمية الى سابق عهدها بالنسبة للغربيين. لقد حطم الغربيون بيدهم البناء العاجي الذي بنوه لنفسهم على أكتاف الشعوب التي اضطهدوها والدول التي مارسوا التعسف بحقها طوال عقود.
هناك منظرون معروفون امثال "جون ميرشامير" وحتى مسؤولين أميركيين سابقين أمثال "هنري كيسينجر" قالوا بصراحة بأن تحريض الغرب لأوكرانيا، وفتح أبواب الناتو أمام ناظر زيلنسكي (كذباً وزيفاً) هو سبب اندلاع الحرب.
لقد اعتبر كيسينجر ان طرح موضوع انضمام اوكرانيا للناتو هو خطأ استراتيجي ويجب عدم الإصرار عليه.
لكن الحقيقة المرة هي ان الرابح الوحيد من هذه الحرب كانت شركات الاسلحة الاميركية التي باعت بالمليارات وجنت ثروات طائلة من هذه الحرب التي يبدو انها كانت اختبارا ومخططا فاشلا وقوده شعب أوكرانيا وأيضاً الضحايا الروس.
لقد قال رئيس الوزراء الياباني الاسبق "يوشيرو موري" في حوار مع مجلة نيكاي اليابانية " لماذا ينتقد الجميع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولا يهاجم أحد زيلينسكي؟ انه جلب آلام ومحن كبيرة للشعب الأوكراني".