خشية النظام الخليفي من أي تغطية إعلامية عالمية او من اي مراقبة دولية للانتخابات، لها ما يبررها، بعد ان غيب المعارضة الحقيقية عن الحياة السياسية، التي تمثل الاغلبية الشعبية، عبر إستئصالها، من خلال زج رموزها بالسجون، وملاحقتها، وتجريدها من الجنسية البحرينية، ونفيها من البلاد، وسط صمت عربي ودولي مريب.
من الواضح أن الإنتخابات الصورية والفارغة التي يجريها النظام الخليفي، هي محاولة لاخفاء التشوهات الخلقية للنظام، امام العالم، وكذلك تعتبر محاولة للقفز على الحقيقة، هربا من المأزق الذي حشر فيه النظام الخليفي، البحرين بلدا وشعبا، بسبب ممارساته القمعية والإستبدادية والطائفية على الصعيد الداخلي، وتبعيته العمياء للسعودية، وهرولته الى تطبيع مع الكيان الإسرائيلي على الصعيد الخارجي.
الرسالة التي وجهها عالم الدين البحريني البارز آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، الى الشعب البحريني عشية الانتخابات، وضعت الشعب البحريني أمام مسؤولياته، وذلك عندما اعتبر سماحته الانتخابات التي ستجري اليوم إمتحاناً للشعب البحريني، واكد على مقاطعتها، واصفا المشاركة فيها بالخيانة، لأنها لا تفضي الى مجالس نيابية تخدم الشعب، بل الى مجالس تخدم السلطة.
بات واضحاً أن من يصوت في انتخابات اليوم، هم اما من الجيش والقوى الأمنية، وأما من الهنود والباكستانيين والفيلبينيين والاسيويين ومن جلادي النظام الدكتاتوري الصدامي الذي هربوا الى البحرين بعد سقوط الطاغية، والذين تم تجنيسهم بعشرات الالاف، بهدف تغيير التركيبة السكانية للشعب البحريني.
حتى النظام الخليفي نفسه، يعلم ان انتخاباته ليست سوى محاولة لتزييف الحقائق، فهو يهمش الشعب ويكبت حريته ويكمم افواه ابناءه من جانب ، ويدعو من جانب الى اجراء انتخابات، لذلك بدأ منذ فترة يحضر لمواجهة رد فعل الشعب على مسرحية الانتخابات، فقد كشف ناشطون عن وثيقة للديوان الملكي السعودي، بتاريخ 8 من ربيع الثاني (3 نوفمبر / تشرين الثاني الحالي)، تم فيها الموافقة على طلب من مملكة البحرين إرسال قوات وعناصر من قوات الطوارئ الخاصة السعودية، وذلك لمنع حدوث أي تظاهرات أو ردة فعل خلال وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية.
النظام الخليفي ورغم كل محاولاته للظهور بمظهر القوي الذي يتجاهل المعارضة والشعب، الا انه في الحقيقة في حال يرثى لها، فهذا النظام ومنذ عقدين من الزمن، جنّس عشرات الالاف من الاجانب، الذين تحولوا الى عبء على البحرين، اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، لتغيير ديمغرافية الشعب، وفتح حدود بلاده امام السعودية لتحتلها خوفا من الشعب، واليوم يركع امام الاسرائيلي في تطبيع تجاوز حدود الخيانة، لحمايته من الشعب، بينما كان لا يحتاج سوى أن يطبع مع شعبه، ليحرر نفسه من كل هذا الإذلال.
سعيد محمد