فاميركا التي عجزت طوال اكثر من اربعة عقود من التعامل مع ايران هي اليوم في الموقف الضعيف الذي خسر فيها جميع اوراقه امام ايران.
فباعتراف اكثر المسؤولين الاميركيين ومنهم بايدن ان العقوبات القصوى ووقف التفاوض لم تود الى اية نتيجة بل بالعكس ان ايران استطاعت خلال هذه الفترة من زيادة درجة التخصيب الى اكثر من 60% او اكثر من ذلك فضلا عن انها طورت اجهزة طردها المركزية باستمرار وهذا ما اربك الادارات الاميركية المتوالية. واذا ما استمرت اميركا في رفضها للتفاوض فان ذلك سيضر بمصالحها ويخدم الجانب الايراني الذي سيستمر بتطوير قدراته النووية السلمية والصاروخية لان هدف اميركا من عقوباتها القصوى وقف عمليات التخصيب وانتاج اجهزة طرد مركزية جديدة وهذا لم يحصل مما دفع باحد المحللين الاميركيين ان يعترف بان الضغوط القصوى انتهت الى فشل مخز.
فاميركا اليوم في ورطة وحيرة شديدتين ان قدمت التنازلات لايران فان ذلك سيزيد من اقتدارها وستكون الاقوى في الساحة الدولية وان استمرت في سياستها الحمقاء في وقف التفاوض فان ذلك سيزيد من صعوباتها وارباكها في التعامل مع ايران.
فعجز اميركا الصارخ امام ايران دفعها للتخطيط الى افتعال اعمال الشغب والفوضى وان لم يكن الاول من نوعه، لكن منذ مدة ومعه الكيان الصهيوني والذيول في المنطقة والداخل من متضرري الثورة الاسلامية يخططون لاثارة القلائل في الداخل الهدف منه احياء الدبلوماسية النووية وفقا للرؤية الاميركية وهذا ما وعد به بايدن الجمهوريين بانه يسعى لتحسين اتفاق اوباما النووي عبر مساندة هذه الاحتجاجات وتضخيمها في وسائل الاعلام الغربية على انها ثورة مخملية ستطيح بالنظام الاسلامي، ويحصدوا على ما يريدون في الاتفاق النووي!؟ مساكين هؤلاء الساسة الغربيين ومن يتبعهم. انهم لا يعرفون البنية الاجتماعية والدينية لايران فقد وصل الافلاس بهم ان يحلموا بالتمنيات والاوهام فمن يريد ان يعرف ايران ان ينظر الى ردة الفعل المليونية التي نزلت الى الشارع وجرفت الاغتشاشين ونفاياتهم وبذلك طوت وبجدارة ملف الثورة المخملية التي كانوا يحملون بها.
وهذا ما شكل خيبة امل كبرى للكيان الصهيوني الذي اعترف احد محلليه في القناة 13الاسرائيلية بان "ايران استطاعت ان تخمد اعمال الشغب "ببطانية" حسب تعبيره رغم ان اميركا دخلت على خط الانترنيت التي اوقفته ايران لمساعدة المشاغبين.
وفي كل مرة ينقلب السحر على الساحر وتخرج ايران الاسلامية منتصرة على اعدائها وبامتياز وستعود هذه المرة الى المفاوضات بقوة ومعها اوراقها القوية لكن الجانب الاميركي ومعه الغرب سيجر معه ذيول الخيبة والخسران الى طاولة المفاوضات المتوقعة."
فايران ليست وحدها من تمتلك ادوات القوة والاقتدار في المنطقة بل حلفاءها في محور المقاومة هم في موقع الاقتدار والقوة ايضا. ويكفى ان نحيلكم الى ما قاله مؤخرا وفي هذه الظروف الجنرال "مايكل اريك كوريلا" الرئيس السابق لقوات القيادة المركزية في الشرق الاوسط وان كان هدفه الاساس التحريض والتخويف من ايران والذي اصبح خلف ظهورنا باستثناء نظام او نظامين فانه اعتراف بعين الحقيقة والصواب عندما اصرح في موقع المنيتور الاميركي "ايران الان في اقوى موقع استراتيجي لها منذ ثورة 1979."
السؤال الملح والمصيري الذي يطرح نفسه هل يستمع ساسة الغرب وبالذات اميركا الى هذه الحقيقة ويكفوا عن شرورهم ووقف فضائحهم التي باتت تزكم انوف الجميع؟
المصدر/صحيفة كيهان العربي