والسبب في ذلك أن غالبية الناس لديها وعي مالي ضعيف، وتتبنّى عادات بالية وتفكيرها تقليدي عندما يتعلق الأمر بالمال.
في الواقع هناك أخطاء تمنع الكثيرين من التقدم المالي، سنستعرض منها في هذا الفيديو سبع أخطاء شائعة. وبالرغم من أن لا أحد يستطيع أن يتنبأ بمستقبلك المالي، إلا أنه يجب أن تحذر من هذه الأخطاء، لأنها ستُبقيك في مكانك أو أسوأ من ذلك:
1. تركِّز على الادخار أكثر من زيادة الدخل
إن الادخار مهم جدًا لحياة مالية مستقرة وآمنة، ولكن لا يجب أن تركز على الادخار أكثر من اللازم وتُهمِل زيادة دخلك الذي يمثل الهدف الرئيسي لأي شخص يطمح لمستوى مالي أفضل. هذا لا يعني ألاّ تدَّخِر أبدًا، ولكن ينبغي أن تتوقف عن القلق حيال نفاذ مدخراتك وتبدأ بالتركيز على جني المزيد من المال.
صحيح أن القاعدة المالية تقول إن الأمر لا يتعلق بمقدار الأموال التي نجنيها، بل بمقدار الأموال التي ندّخِرها، ولكن هذا لا يعني إهمال جني المزيد من المال وتنويع مصادر الدخل، ففي النهاية حتى نتمكن من ادخار المال، لابد أن نجنيه أولا.
استثمار المال هو الأساس الجوهري للثراء المالي الذي يحلم به الجميع. وإذا كنت تطمح لتحقيق تقدم مالي ملموس فابدأ من الآن بالتخطيط للاستثمار، وكلما بدأت بالاستثمار مُبكِّرا كلما كان أفضل.
إن الثروة لا تُقاس بمقدار مُدّخراتنا أو ما نكسبه من عملنا، بل تُقاس بمقدار ما نستثمره على مر الوقت ومقدار الأصول والاستثمارات التي نمتلكها.
قد لا يتوفر لديك راس المال الآن، وأول خطوة هنا هي إدارة شؤونك المالية بحكمة أكبر، والبدء بتكوين رأس مال يمكنك من الاستثمار. ومن الطبيعي أن الاستثمار يحتاج منك إلى معرفة وخبرة معينة كي تبدأ بداية سليمة في هذا الاتجاه، لذلك من الأفضل أن تبدأ من الآن في تثقيف نفسك وتنمية المعرفة المالية والثقافة الاستثمارية لديك.
3. أنت مرتاح للعمل مقابل راتب ثابت
يختار الأشخاص العاديون أن يقضوا حياتهم يتلقون رواتب بناءً على ساعات العمل -تبعا لنظام الراتب الثابت أو الأجر بالساعة- في حين ليس من الحكمة قضاء العمر في الوظيفة لكسب المال الذي يتسرب من اليد بنفس سرعة حصولنا عليه. هذا لا يعني أن الكثير من اصحاب الدخل المرتفع لا يعملون مقابل الراتب، ولكن الحقيقة أن هذا الطريق هو الأبطأ إلى الثروة مع أنه الأكثر أمانًا، وهذا ما يُفسِّر أن الغالبية تهرب للجانب السهل والآمن بينما الثروة بالجانب الآخر.
بينما يعمل أصحاب الهِمّة العالية والطموحات الصادقة على بناء أعمالهم وتأسيس مشاريعهم وشق طريق النمو المالي، يكتفي عامة الناس بحياة رتيبة في عالم الوظيفة تحت رحمة راتب شهري يكاد يكفي لسد الاحتياجات. إن كسب المال من الوظيفة لوحدها لن يحقق لنا الطموحات الماليّة، بل تتحقّق عن طريق بناء الأعمال والمشاريع وامتلاك الأصول والاستثمارات.
4. تقوم بشراء أشياء لا تملك ثمنها
إذا كنت تعيش فوق قدرتك المالية، فلن تتقدم ماليا أبدا وقد تغرَق في الديون. إذا لم تكسِر القاعدة وتنفق أقل مما تجني، فستعيش طوال حياتك في حلقة مفرغة، فحتى إن زاد دخلك، سيزيد إنفاقك أيضا.
إن شراء ما لا تملك ثمنه يعني الوقوع في الدين، وهذا سيدخلك في دائرة الخطر. لذلك يجب عليك أن تحذر من هذه العادة حتى لا تكتوي بنارها بعد أن يفوت الآوان.
إن قررتَ شراء شيء ولا تملك ثمنه، فعوِّد نفسك أن توفِّر له حتى تكتمل قيمته.
إن بعض الأخطاء في حياتك يمكنها أن تكون مكلِّفة، لكن ما يمكن أن يحدث أحيانا في الجانب المالي من حياتك، هو في الحقيقة أسوأ من ذلك بكثير! قرر الآن أن تعيد تنظيم حياتك المالية من جديد، فالتخطيط لإدارة المال لا يقل أهمية عن كسب المال وقد يكون أهم من كسب المال.
5. نادرا ما تغادر منطقة راحتك
الجميع يحمل أماني ولكن قليل جدّا من يحولها لطموح ويفهم أن الطموح يتطلب إضافة إلى الجد والمثابرة، المجازفة والخروج من منطقة الراحة. نعم، فعملية النمو والازدهار تنطوي دائما على المجازفة وتتطلب الخروج من منطقة الراحة، والذين لا يجازفون ليكبُروا يحكمون على أنفسهم بأن يبقوا صغارا. وينطبق هذا تماما على الجانب المالي من حياة الانسان، فتحقيق الطموحات المالية سيحتاج منك أن تخرج من منطقة راحتك. ويعني ذلك، أنك ستحتاج إلى التعلم المستمر وخوض تجارب جديدة لاكتساب مزيد من الخبرات وتطوير الشخصية، ولكن لا تخلط بين الخروج من منطقة الراحة وبين التصرف بتهور.
6. تنفق أولا وتدخر إذا تبقّى لك شيء
إن الخطأ الذي يقوم به غالبية الناس عند استلام الراتب، هو تسديد الفواتير والمستحقات والإنفاق على احتياجاتهم ورغباتهم، وانتظار نهاية الشهر لادخار ما سيتبقّى، وفي الغالب لا يتبقى شيء للأسف. إن الادخار يجب ان يكون ضمن بنود الميزانية بنسبة محدّدة مثلا 10% من إجمالي الدخل، وينبغي أن يُستقطَع هذا المبلغ مع بداية الشهر وليس بعد انتهاءه. غير ذلك، لا تتوهم أنك ستتمكن من الادخار.
7. تعتقد أن الثروة إمّا حظ أو كسب غير مشروع
إن أكبر ما يعوق عامّة الناس ومحدودي الدخل، ليس لأنهم لا يملكون رأس المال، أو لأن الظروف ليست بجانبهم، بل لأنهم يعتقدون أن الوصول إلى مستوى مالي مرموق إمّا حظ أو كسب غير مشروع.
في الوقت الذي يعتقد فيه أغلب الناس بأن إمكانية الثراء هو أمر خارج عن حدود سيطرتهم، تُؤمن فئة قليلة جدا بأن الحصول على نصيبك من النجاح المالي هو أمر وارد جدا ويعتمد على مدى صدق العزيمة ومتى تّقرّر بأن تصبح مسؤولا عن حياتك المالية.