فاجأها مواطنها المسلح بإشهار السكين ومحاولة ذبحها، لكن عناية الله أنقذتها بأعجوبة إثر تدخل موظف السفارة واشتباكه مع المهاجم وطرحه أرضاً واستدعاء الشرطة الدنماركية لاعتقاله.
طبعا، قد لا يعلم القراء أن السيدة افسانة هي رابع سفيرة تمثل الجمهورية الاسلامية الإيرانية في دول العالم، فقد أوفدتها حكومة حسن روحاني الى كوبنهاغن قبل 3 أعوام بعد خدمة طويلة وخبرة استمرت 25عاما في الخارجية الإيرانية، وهي من مواليد 1967 وتحمل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة العلامة الطباطبائي، وتدرجت في الوزارة وتسنمت عدة مناصب كان آخرها مساعدة الوزير ظريف لشؤون حقوق الانسان، وكانت أحد البدائل لمنصب الناطق الرسمي لوزارة الخارجية بعد ناطقها السابق بهرام قاسمي لكن وقع الاختيار على غيرها.
السفيرات الثلاث الاخريات هن السفيرة مرضية أفخم اوفدت الى ماليزيا، والسفيرة حميرا ريغي اوفدت الى برونئي، والسفيرة فروزنده وديعتي اوفدت الى فنلندا، وكلهن تم اختيارهن من قبل الوزير السابق محمد جواد ظريف والرئيس السابق حسن روحاني.
ويعتبر انتخاب وتعيين نساء في السلك الدبلوماسي الايراني من التجارب الموفقة ومن وسائل تغيير الصورة النمطية المتعارفة عن السفراء الايرانيين المعتمدين في العواصم الاخرى بأنهم رجال ملتحون او معممون (في حالات نادرة).
وسبق أن اختار الامام الخميني إمرأة لعضوية وفد أرسله الى موسكو حاملاً رسالته التاريخية الى الرئيس السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشوف وضم الوفد آية الله عبد الله الجوادي الآملي رئيساً، وعضوية السيدة مرضية حديدجي وكذلك محمد جواد لاريجاني، بتاريخ 7 يناير عام 1989 الموافق 22 جمادى الأولى 1409 هجري، حيث التقى الوفد الرئيس السوفيتي غورباتشوف لمدة ساعتين وقرأ وقدم له الرسالة الشريفة آنفة الذكر ذات المضامين الفلسفية العميقة، والتي أجاب عنها غورباتشوف برسالة شكر جوابية حملها الى الامام الخميني وزير الخارجية السوفيتي آنذاك ادوارد شيفرد نادزه (الذي اصبح لاحقا رئيسا لجمهورية جورجيا).
طبعا؛ هناك عشرات السفيرات اللواتي يمثلن عشرات الدول في العالم لكن ميزة السفيرات الايرانيات هي (اضافة للخبرة اللازمة) التزامهن بالحجاب الاسلامي وعدم مصافحة من يلتقينه من المسؤولين والنظراء في بقية الدول، وهذا يدل على أن المرأة يمكنها أن تخوض غمار العمل الدبلوماسي مع المحافظة على العفاف والحجاب في الوقت نفسه.
ونعود الى السفيرة افسانة حيث سبق وأن التقت بملكة الدنمارك (مارغريت الثانية) ومدير التشريفات في القصر الملكي مايكل زيلمر) وقدمت اوراق اعتمادها في 17 فبراير/ شباط 2020، وباشرت عملها.
وكان ينبغي أن تبادر وتسارع قوات الامن الدنماركية في حراسة وحماية مبنى السفارة من هذا التسلل والاختراق المسلح الذي هدد حياة انسانة تتمتع بالحصانة الدبلوماسية تحت حماية الدولة المقيمة فيها، حتى قبل استدعاء السفارة لهم، مما يشي بوجود قصور او تقصير في مهامها في حماية مقر بعثة دبلوماسية وفقاً لمعاهدة فيينا. فهل كان ذلك تواطؤاً من الشرطة الدنماركية؟ الا تخجل الدنمارك من عجزها عن حماية السفيرة الايرانية من تسلل مسلح كاد أن يودي بحياتها داخل مقر عملها الرسمي؟
بقلم: د. رعدجبارة
باحث ودبلوماسي سابق