هذه الهجمات التي بدأت يوم السبت (2 تشرين الأول) استمرت بشكل أكبر اليوم، وتعرضت مقرات وقواعد الجماعات الانفصالية، وخاصة جماعة "كوملي" الإرهابية، للقصف من قبل الوحدات الصاروخية والطائرات المسيرة التابعة للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني، ونيران كثيفة ومشتركة بصواريخ دقيقة وطائرات مسيرة هجومية وتدميرية، وحسب الحرس الثوري الإيراني، فقد تكبد الإرهابيون خسائر وأضراراً فادحةً نتيجةً لهذه الهجمات.
إن التقدم في الأهداف العملياتية لمكافحة الإرهابيين في الأيام الأخيرة، باستخدام الصواريخ الدقيقة والطائرات الانتحارية دون طيار، يظهر أولاً الإشراف الاستخباراتي الدقيق والكافي للحرس الثوري الإسلامي والمؤسسات الاستخباراتية والأمنية، علي مراكز التجمع والمقرات التي تستخدمها المجموعات الإرهابية، وثانيًا قدرة الحرس الثوري الإيراني على القضاء على تهديدات هذه الجماعات من داخل حدود إيران.
وبالنظر إلي أن الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات الإيرانية علي علم بتحركات الإرهابيين، ولديهم معلومات حول ضلوع الجماعات الانفصالية في أعمال الشغب والاضطرابات التي حدثت في بعض المحافظات الحدودية الكردية خلال الأيام الماضية بذريعة وفاة مواطنة كردية، فإن الهدف الأساسي لموجة العمليات الجديدة ضد مواقع الإرهابيين في العراق، هو إصدار رسالة حاسمة مفادها بأن القوة الدفاعية الكبرى للشعب الإيراني لن تسمح بأي انتهازية وتدخل عملاء أجانب لإثارة الفوضى والتوتر في المنطقة، تماشياً مع أهدافهم الشريرة ضد وحدة أراضي إيران ووحدتها الوطنية.
وفي هذا الصدد، أعلن الحرس الثوري الإسلامي في بيان موجه إلى "شعب إيران الإسلامية الشريف والبطل": "بعد الإنذارات اللازمة لسلطات المنطقة الشمالية من العراق عبر المصادر ذات الصلة، لتفكيك أنشطة الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران والمحسوبة على الاستكبار العالمي في منطقتها، وتجاهل هذا المطلب المشروع والقانوني الذي ترافق مع استمرار وجود الجماعات الإرهابية، والاعتداءات على المناطق الحدودية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومهاجمة بعض القواعد ونقاط التفتيش الحدودية لبلدنا، ودعم أعمال الشغب الأخيرة، بدأ مقاتلو مقر حمزة سيد الشهداء(عليه السلام)، التابع للقوات البرية في الحرس الثوري الإسلامي بقصف صاروخي ومدفعي على مقارهم ومراكز انتشارهم في أجزاء من الإقليم".
لقد أصبحت المنطقة الشمالية من العراق مكانًا لوجود ونشاط الجماعات الإرهابية المناهضة للثورة في إيران لسنوات عديدة، وتقوم العناصر التابعة لهذه الجماعات، بدعم وتوجيه من أجهزة المخابرات الأجنبية وأعداء إيران، بأنشطة مناهضة للأمن وتهدد أمن واستقرار الحدود والمحافظات الغربية للجمهورية الإسلامية.
لكن رغم تقديم الوثائق والتحذيرات المستمرة لسلطات أربيل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وجود الجماعات في المنطقة الشمالية من العراق، امتنع قادة الإقليم من الوفاء بالتزاماتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المخاوف الأمنية للجمهورية الإسلامية والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، من أجل استمرار علاقات الصداقة وحسن الجوار.
إن وجود هذه الجماعات التي يكرهها الشعب الإيراني والسكان المحليون في المنطقة الشمالية من العراق، هو دائمًا أحد أدوات أعداء إيران، وخاصةً الكيان الصهيوني، للهجوم على مصالح الجمهورية الإسلامية من خلال الأعمال التخريبية والانقسامية والعمليات الإرهابية.
تحركات الكيان الصهيوني وأجهزة المخابرات الأجنبية، التي فكرت في الاصطياد في المياه العكرة بعد ملاحظة بعض الاضطرابات داخل إيران، لم تكن بعيدةً عن أعين المؤسسات العسكرية والأمنية والاستخباراتية الإيرانية. ومع العملية الأخيرة، وجهت الجمهورية الإسلامية رسالةً واضحةً إلى سلطات إقليم كردستان العراق حول العواقب الوخيمة لتجاهل تحركات الصهاينة.
وفي مارس من العام الماضي أيضًا، دمر الحرس الثوري الإيراني مقر المخابرات الاستراتيجية للموساد في المنطقة الشمالية من العراق بصواريخ دقيقة، لجعل سلطات أربيل تعود إلي رشدها، لكن يبدو أن عائلة بارزاني لم تأخذ الدروس من هذا الحدث، وهم مستمرون في الإصرار على أن يظلوا ألعوبةً في مخططات أعداء الشعب الإيراني.
لكن الآن، فقد أعلن بيان الحرس الثوري الإيراني استمرار هذه العملية حتى تفكيك مقار الجماعات الإرهابية وإزالة هذا الخطر بشكل فعال، وتحرك سلطات الإقليم للوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها، ليظهر أن صبر الشعب الإيراني قد نفد، وهذه المرة لا يتم الاكتفاء بالتحذيرات.
موقع "الوقت"