فبعد مقتل وجرح عشرات المواطنين العراقيين في قصف مدفعي تركي استهدف منتجعا في زاخو العراقية اعلنت وزراة الخارجية العراقية يوم السبت ان تركيا انتهكت السيادة العراقية 22 الف مرة عبر شن الهجمات وهناك الان حملة رسمية وشعبية واسعة في العراق ضد تركيا.
ستفقد تركيا الكثير في العراق نظرا لحضورها الواسع هناك اقتصاديا هناك فالغضب الشعبي والرسمي العراقي ينذر باستهداف التواجد التركي في شتى المجالات داخل العراق، الموقف الرسمي العراقي والموقف الشعبي يؤكد بأن تركيا ستتلقى ردا يناسب اجرامها فهي ستخسر اقتصاديا وسياسيا وستتعرض قواعدها ونقاطها العسكرية التي اقامتها في داخل العراق الى هجمات.
لقد نزل الشعب العراقي في مختلف المحافظات الى الشوارع واول المطالب هو مقاطعة البضائع التركية وستخسر تركيا بذلك 20 مليار دولار سنويا هو حجم تبادلها التجاري مع العراق، فبدأت غرف التجارة في المحافظات العراقية بالطلب من جميع التجار حذر استيراد البضائع التركية وامتلأ الفضاء الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي في العراق بهاشتاغ "تركيا – لازم – تتأدب" في دعوة عامة لمقاطعة كل ما هو تركي لينضم الشعب العراقي الى شعوب عربية اخرى جربت هذه الأداة الضاغطة على تركيا في السابق مثل السعوديين والاماراتيين والمصريين والبحرينيين، وستحل دولا اخرى محل تركيا في السوق العراقي.
واصدر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بيانا اكد فيه على اتخاذ اجراءات لتحميل المعتدي التبعات، وبادرت مجموعات عراقية مسلحة بشن هجمات بالطائرات المسيرة على قواعد تركية داخل اراضي العراق، محذرة بأن الهجمات القادمة ستشن داخل الاراضي التركية، فيما تقدم العراق بشكوى لمجلس الامن وتم استدعاء القائم بالأعمال العراقي من أنقرة.
لكن ما يستوقف المرء هو الاعلان عن قيام انقرة بالطلب من رئيس وزراء اقليم كردستان مسرور بارزاني للذهاب الى بغداد والتوسط لتخفيف حدة المواقف العراقية تجاه تركيا بعد مجزرة دهوك!
ان مجرد صدور هذا الموقف التركي وعدم رفض بارزاني لطلب التوسط يعني في أحسن الاحوال بان اقليم كردستان يعتبر نفسه في موقف الحياد ازاء ما يحصل وسيتوسط لكي لا يعاقب العراق تركيا على جرائمها، وكأن اقليم كردستان هو بلد ثالث في الجوار وغير متأثر بالعدوان التركي فيما العدوان والغزو والاحتلال والقتل التركي يحصل على ارض الاقليم.
عندما استهدفت الصواريخ الايرانية وكر الموساد الصهيوني في اربيل وعندما استهدف مسؤولي الموساد بالطائرات المسيرة في اربيل ايضا، اصدر مسؤولو الاقليم بيانات ضد هذه الضربات لكنهم الان يرضون بان يكونوا وسطاء بين تركيا المعتدية على العراقيين والعراق الذي يتعرض للضربات.
وفيما يتعلق بالتوغل والغزو التركي الواسع لشمال العراق بهدف الاستيلاء على حقول النفط والغاز لم نرى حتى الان معارضة لمسؤولي اقليم كردستان على ذلك، بل ان هؤلاء المسؤولون يدينون الهجمات التي تشنها المجموعات العراقية على سارقي النفط والغاز العراقي في تلك الحقول.
ان تركيا تشن عدوانا بكل ما للكلمة من معنى على العراق وتقوم بتجفيف أنهار العراق ايضا وتسرق حصته المائية واقليم كردستان يتشارك مع انقرة في التجاوز على الثروة النفطية العراقية، وان تعالى اصوات المسؤولين في بغداد على التجاوزات النفطية لاقليم كردستان يظهر تواطؤ هؤلاء مع تركيا، وفيما اختار الشعب العراقي ان يكون في الوادي المعارض لتركيا يبدو ان اقليم كردستان اختار بان يكون في الوادي التركي ولهذا الخطأ الاستراتيجي تداعيات سلبية كبيرة ستظهر خلال المرحلة المقبلة، لأن الحقائق تشير بأن حجم الاحتقان في العراق ضد تركيا بلغ مستوى غير مسبوق.
فريد عبدالله