البث المباشر

لماذا سمي عيد الغدير بـ"عيد الله الأكبر"؟

السبت 22 يونيو 2024 - 21:37 بتوقيت طهران
لماذا سمي عيد الغدير بـ"عيد الله الأكبر"؟

يوافق الثامن عشر من شهر ذي الحجة الذكرى المباركة لإكمال الدين وتتويج الإمام علي (ع) بإمرة المؤمنين، وبهذه المناسبة المباركة نسلط الضوء على بعض ما ورد بشأن هذا اليوم  العظيم.

يوم الغدير هو اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة النبوية المباركة.

وهو اليوم الذي نَصَّبَ الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه و آله بأمر من الله عزَّ وجلَّ علي بن أبي طالب عليه السلام خليفةً و وصياً و إماماً و ولياً من بعده.

وهو يوم عظيم ذكرت الأحاديث الشريفة جوانب من عظمة هذا اليوم، ففي رواية الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده: ” إِنَّ يَوْمَ الْغَدِيرِ فِي السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ‏ فِي‏ الْأَرْضِ” 1.

وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: “وَاسْمُهُ فِي السَّمَاءِ يَوْمُ‏ الْعَهْدِ الْمَعْهُود، وَ فِي الْأَرْضِ يَوْمُ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَ الْجَمْعِ الْمَشْهُودِ” 2.

وعن الامام الرضا عليه السلام: ” وَاللَّهِ لَوْ عَرَفَ النَّاسُ فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِحَقِيقَتِهِ لَصَافَحَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّات” 3.

وهو ثاني أهم حدث في الإسلام بعد البعثة النبوية المباركة و نزول القرآن الكريم.

 

عيد الغدير

يوم الغدير يوم عيد بل أعظم الأعياد و أشرفها 4، وَ هُوَ عِيدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ 5، وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً قَطُّ إِلَّا وَ تَعَيَّدَ فِي هَذَا الْيَوْمِ 5، لأنه يوم إكمال الدين و تمام النعمة.

فقد رُوي عن الامام جعفر بن محمد الصادق عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: “يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ أَفْضَلُ‏ أَعْيَادِ أُمَّتِي‏، وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهِ بِنَصْبِ أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام عَلَماً لِأُمَّتِي يَهْتَدُونَ بِهِ مِنْ بَعْدِي، وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَكْمَلَ اللَّهُ فِيهِ الدِّينَ، وَ أَتَمَّ عَلَى أُمَّتِي فِيهِ النِّعْمَةَ، وَ رَضِيَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِينا …” 6.

 

سبب التسمية بالغدير

سُمي بهذا الأسم لإجتماع النبي المصطفى صلى الله عليه و آله بأمر من الله عَزَّ وجَلَّ في هذا اليوم مع عشرات الآف من صحابته لدى عودته من حجة الوداع في موضع بين مكة والمدينة المنورة يُسمى بغدير خم، فسمي اليوم بإسم الموضع.

سُمّي عيدُ الغدير بـ"عيد الله الأكبر" لأهمّيته الكبرى، ففي هذا يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة الحرام من السنة العاشرة للهجرة النبويّة الشريفة تمّ الإعلان عن حدثٍ كبيرٍ ومهمّ جدّاً.

ومن أهمّيته أكّد الله سبحانه وتعالى على رسوله الأكرم(صلّى الله عليه وآله) أن يبلّغ المسلمين في هذا المكان، ولم يُمهِلْه حتى يصل الى المدينة، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

وهذا ما يُبيّن قوّة المرحلة القادمة ودورها في حياة المسلمين ألا وهو مقام الإمامة، أي بمعنى أنّها مكمّلةٌ لأعمال النبيّ وإشغال منصب النبوّة إلّا الوحي.

وسُمّي عيد الله الأكبر لأنّ هذا اليوم اكتمل به الدين وتمّت به النعمة؛ ذلك في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).

وسُمّي عيد الله الأكبر لأنّ هذا اليوم اكتمل به الإيمان، إشارةً الى قول تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

إذن فالولاية هي كمالُ الإيمان كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) بحقّ أمير المؤمنين(عليه السلام) في معركة الخندق: (برز الإيمانُ كلُّه الى الشركِ كلِّه)...

وسُمّي عيد الله الأكبر لأنّ كلّ الأعياد يحتفل بها المنافق والمسلم إلّا عيد الغدير، فلا يحتفل به إلّا المؤمن تأكيداً لقول رسول الله(صلّى الله عليه وآله): (لا يُحبّك يا عليّ إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق).

 

-------------------

1-وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 14 / 388، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران.

2-تهذيب الأحكام: 3 / 143، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

3-وسائل الشيعة: 14 / 389.

4-وسائل الشيعة: 10 / 443.

5-a. b. تهذيب الأحكام: 3 / 143.

6-الأمالي: 125، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، الطبعة السادسة، سنة : 1418 هجرية ، طهران / إيران .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة