وتعاني المطاعم والفنادق والكثير من المنشآت في بريطانيا من أزمة في الحصول على موظفين لتقديم الخدمات للزبائن، خاصة في أعقاب الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، إن سلسلة مطاعم «بيلا إيطاليا» بدأت بالفعل بتجربة أجهزة «روبوت» على شكل قطة للمساعدة في معالجة نقص الموظفين العاملين في الضيافة وخدمة الزبائن.
وهذا هو أول تحول من نوعه في مجال المطاعم ببريطانيا، حيث لم يسبق أن تم استخدام «إنسان آلي» في عمليات تقديم الطعام والوجبات والخدمات للزبائن، ومن الممكن والمتوقع أن يشكل «الروبوت» حلاً لنقص الأيدي العاملة في قطاع الضيافة.
وتم تجنيد «BellaBot» وهو روبوت توصيل تم إنشاؤه بواسطة شركة التكنولوجيا الصينية «Pudu» خصيصاً للعمل في فروع سلسلة مطاعم «بيلا إيطاليا» المنتشرة في مختلف أنحاء بريطانيا، بحسب ما أوردت «دايلي ميل».
ويمكن للإنسان الآلي التنقل بين الطاولات والمطبخ، مع وجود موظفين بشريين أو عملاء مطلوبين فقط لتحميل وتفريغ الأطباق والصواني.
وتمثل التجربة التي أجرتها شركة «Big Table Group» التي تملك سلسلة مطاعم «بيلا إيطاليا» وسلاسل مطاعم بريطانية أخرى، تمثل المرة الأولى التي يتم فيها استخدام «الروبوت» في مطعم كبير.
وقالت الشركة إنها أطلقت التجربة في محاولة «لتعزيز الابتكار والارتقاء بتجربة تناول الطعام» وأنها الآن «أكبر سلسلة مطاعم في المملكة المتحدة تقدم تكنولوجيا الروبوت».
ويحتوي «بيلا بوت» على أربعة أرفف، لذا يمكنه تقديم الخدمة لأربعة موائد في وقت واحد وحتى التحدث إلى رواد المطعم أثناء ذلك.
وعلى شكل قطة، سوف يقوم الروبوت «بالمواء» عند رواد المطعم لتشجيعهم على أخذ أطباقهم.
ويمكن لكل رف من الأرفف الأربعة أن ينقل حمولة تبلغ 22 رطلاً (10 كجم) والتي يتم مراقبتها من خلال الأشعة تحت الحمراء. فيما يتم تفريغ الموظفين الآخرين للتعامل مع احتياجات العملاء العاطفية مثل الشكاوى أو تحديد المتطلبات الغذائية.
ويستغرق الأمر خمس ساعات فقط لشحن بطارية الروبوت بكامل طاقتها، ويمكن أن تستمر في العمل لمدة تصل إلى 24 ساعة بشحنة واحدة.
وبالتالي يمكن لكل واحد من الـ«بيلا بوت» إجراء ما يصل إلى 400 عملية تسليم كل يوم، مع القدرة على التعامل مع 20 منها في وقت واحد.
وتقول «دايلي ميل» إنه قادر على التنقل وتجاوز العقبات هو وزملاؤه من الروبوتات.
ويبلغ ثمن الروبوت الواحد الذي يعمل في هذا المجال 20 ألف دولار، كسعر إرشادي، أو سعر أولي، وهو أقل من تكلفة توظيف نادل لمدة عام بالحد الأدنى للأجور في بريطانيا إذا كان يعمل 40 ساعة في الأسبوع.
وسيضع موظفو المطبخ الطعام على أحد أرفف الروبوت القطة قبل أن ينتقل إلى الطاولة المناسبة ويدعو الجالسين بانتظار العشاء لتناول أطباقهم.
ويمكن أيضاً برمجة «الروبوت» لإجراء حركات معينة حول المطعم للسماح للعملاء بأخذ الطبق الذي يرغبون فيه في بيئة تشبه البوفيه.
وبالنسبة للمناسبات الخاصة، يمكن للروبوت أن يقوم بالأداء والترفيه، مثل غناء «عيد ميلاد سعيد». وقالت شركة «سبارك» التي تتولى توزيع روبوتات «بودو» الصينية في المملكة المتحدة إن هناك حالياً ستين وحدة من «بيلا بوت» تعمل في 20 شركة بريطانية.
ويوجد معظمها في مطاعم لكنها تتمركز أيضاً في الفنادق ومحلات السوبر ماركت وألعاب البولينغ ودور الرعاية.
وتصاحب الزيادة في المبيعات أزمة مستمرة في صناعة الضيافة، حيث لا تزال نسبة 10 في المئة من الوظائف في القطاع شاغرة بعد انقضاء وباء كورونا، وفقاً لهيئة التجارة البريطانية للضيافة.
وتساهم التأثيرات المتتالية من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أيضاً في هذه الأزمة، حيث طُلب من العديد من العمال الأوروبيين مغادرة البلاد.
وقالت ليزا جيبونز، مديرة العمليات في شركة «بيلا إيطاليا»: «نحن دائماً منفتحون على الحلول المبتكرة التي تفيد فرقنا، وتحسن الخدمة وتحسن تجربة ضيوفنا، لذلك يسعدنا تجربة بيلا بوت».
ومن خلال جعل الروبوتات الذكية تقوم بمهام بسيطة، مثل استرداد الأطباق المتسخة، فإن فرقنا قادرة على التركيز على فعل ما يحبون وتقديم تجربة مدهشة.
وأضافت جيبونز: «ما زالت الأيام الأولى في التجربة، لكننا نتطلع إلى رؤية المزيد من الرضا عن الطعام بفضل هذه الإضافة وبفضل الخدمات التي تقدمها هذه الروبوتات».