إلا أن البرج ليس فريدا من نوعه، كما وصفته "أمازون" بطلبها، لأنه نسخة طبق الأصل تقريبا عن "ملوية" سامراء الأثرية في العراق، ولا يختلف عنها إلا بلونه وبارتفاعه البالغ 106 أمتار، فيما ارتفاع الملوية التي شيدها المتوكل بالله العباسي كمئذنة لمسجد بناه باسم "الجامع" في مدينة سامراء عام 851 ميلادية، هو 52 مترا.
وكانت "أمازون" أعلنت في فبراير 2021 أيضا، عن مخطط لترسيخ المرحلة الثانية لإعادة التطوير الخاصة بها، ومن ضمنها مبنى المقر المتوقع أن ينتهي عام 2025 بكلفة مليارين و500 مليون دولار، ويعمل فيه أكثر من 25000 موظف وعامل عند اكتماله. كما في الفيديو المعروض أعلاه مزيد من المعلومات عن المقر.
ومما قالته أمازون في تعريفها للمبنى، إنه "يساعد الناس على التواصل مع الطبيعة، حيث سيكون تسلق الجبال بالهواء الطلق مفتوحا للجمهور في عطلات نهاية الأسبوع، وهو قابل من الداخل للمشي الانحداري، ومحاط من الخارج بأشجار ومساحات خضراء مزروعة، ويضم مدرسة ثانوية مجتمعية، جنبا إلى جنب مع متاجر التجزئة على مستوى الأرض.
أما "الملوية" كما تختصر في العراق، فصممها المعماري "دليل بن يعقوب" المنسوب له تصميم وبناء عدد من القصور العباسية، الخاطف للأضواء فيها تصميمه للملوية التي اكتسبت اسمها من شكلها الإسطواني الحلزوني، وهي مبنية من طابوق فخاري، وتقع على بعد 27.25 مترا من الحائط الشمالي للمسجد. أما قاعدتها، فمربعة ضلعها 33 مترا بارتفاع 3 أمتار.
كما في سيرة "الملوية" أيضا، أن بعض الأهالي يتواترون بأن أجدادهم رأوا بقايا أعمدة من الخشب على قمتها، ويعتقدون أنها سقيفة كان المؤذن يستظل بها، وكان فيها درابزين من الخشب يمسك به الصاعد، وأن الناس كانوا يعتمدون وقتها على رؤية المؤذن على قمة الملوية أكثر من سماعه لتحديد أوقات الصلاة، لتعذر وصول الصوت إلى مسافات بعيدة.