واليوم نرى الاستكبار العالمي وبمساعدة عملائه في المنطقة, يسعى لإغراق العالم الاسلامي بالمفاسد الاخلاقية والنتاجات المنحرفة, والتي هدفها مسخ الهوية الدينية والايمانية والتربوية للأمة الاسلامية.
لكن المرأة الرسالية الواعية تصدت لهذه الهجمة الاستكبارية, حيث كان لها دورا مهما في مكافحة هذا التيار المنحرف.
ومن النساء المسلمات اللواتي كان لهن دورا في مجابهة هذا التيار المنحرف, شهيدتنا التي نعيش ذكراها اليوم العلوية الجليلة آمنة الصدر, التي كانت تؤكد على أنّ التبليغ في أوساط النساء يمكن أن يؤدّي دوراً فعّالاً في الصحوة الاسلامية، لذلك أكدت رضوان الله تعالى عليها على عقد الجلسات الدورية النسوية في بيتها واستطاعت من خلال تلك الجلسات أن تربي نساء مؤمنات كان لهن الدور الكبير في نهضة العراق السياسية الجديدة.
لقد اهتمت الشهيدة بنت الهدى (رض) بالجانب الثقافي والتعليمي فقامت بتأسيس مدارس الزهراء(ع) وربطها بالمناهج الحكومية حفاظا على رسميتها مع اضافة دروس في العقائد والتوجيه الاسلامي من أجل تربية جيل اسلامي واع.
واستطاعت الشهيدة السعيدة بنت الهدى من خلال تلك المدارس المكملة للجلسات التي كانت تعقدها في بيتها أن تبني قاعدة اسلامية نسوية مؤمنة كان لها الدور في النهضة الاسلامية الفكرية الجهادية الحديثة, وقد أثبتت وجودها في ساحة الصراع السياسي والاجتماعي من خلال نزولها المباشر إلى الساحة وكان لها دوراً مهما في الوقوف بوجه الغزو الثقافي الغربي والفكر المتطرف المخالف للتعاليم الاسلامية.
ولكن يد الغدر والخيانة البعثية امتدت الى هذه المرأة المجاهدة لتنال وسام الشهادة على يد أقذر مخلوقات الله صدام الكافر الذي ارتعش خوفا من وجودها, ولكن دمها الطاهر رسم للاجيال درسا في البطولة والشجاعة وهيهات منا الذلة, وبقي تراثها ينير درب المسلمات واصبحت كلماتها منهجا تقتدي به الشعوب في صحواتها الاسلامية.
بقلم السيد محمد الطالقاني