جاء تصريح وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية حسين امير عبداللهيان خلال المؤتمر الثالث لدول الجوار الافغاني الذي تستضيفه الصين.
وفي كلمته خلال المؤتمر، يوم الخميس، اعرب امير عبداللهيان عن تقديره لاستضافة الصين لهذا المؤتمر، وقال: نشهد اليوم في افغانستان مختلف التحديات، على أمل ان تنتهي الحرب التي شغلت مختلف الاجيال في هذا البلد منذ 40 عاما وكبدت افغانستان خسائر كبيرة انسانية ومادية.
وأوضح ان هناك أملا برغبة جميع الشعب الافغاني بإقرار السلام والاستقرار في البلاد والمعارضة الجادة للحرب والبحث عن حل للخلافات عبر السبل السلمية، وأن هناك املا بالتقارب الاقليمي خاصة بين الجيران لمساعدة افغانستان، والامل بعدم نسيان مشكلات الشعب الافغاني ومعاناته من قبل المجتمع العالمي، ومازالت المخاوف موجودة من نشاط التنظيمات الارهابية كداعش على الاراضي الافغانية ضد امن الجيران والمجتمع الدولي... ومازالت المخاوف موجودة من حرب تنجم عن تدخل المحتلين ضد الشعب المضطهد في هذه الارض... ومازال الشعب الافغاني لا يمتلك السيطرة على موارده الاقتصادية حيث يتم تجميد ثرواته الوطنية، إذ لم ينشط اقتصاد هذا البلد بعد ولم يتحقق بعد الوعد بتشكيل حكومة شاملة بمشاركة كل القوميات.
وأضاف: ان تجربة تعامل دول المنطقة لفترة طويلة مع شعب افغانستان ومكوناته السياسية تبين ان الاهتمام بالواقع الاجتماعي لهذا البلد ضرورة ملحة، وأن عدم الاهتمام بها يشكل اكبر عامل لنشوب الصراع وكذلك كان اهم عقبة في استمرار النظام والبنى السياسية في افغانستان في الماضي، واليوم فإن ضرورة تشكيل حكومة شاملة بمشاركة مؤثرة ومستقرة لجميع المكونات القومية الافغانية، تمثل واقعا لا يمكن انكاره، ونحن نتوقع من السلطة الحاكمة ان تتخذ المزيد من الخطوات العملية في هذا المجال.
ولفت وزير الخارجية الايراني الى ان جذور مشكلات افغانستان تعود الى الاحتلال الاميركي لهذا البلد لفترة طويلة الامر الذي اوجد نوعا من التبعية وانهيارا للبنى السياسية والاقتصادية بمجرد انسحاب المحتلين، وكان الخاسر الاكبر مثلما كان دائما هو الشعب الافغاني المضطهد، ومن المؤسف ان هذا النهج غير البناء مازال مستمرا.
وتحدث امير عبداللهيان عن حاجة اغلب الشعب الافغاني الى المساعدات الانسانية، داعيا جميع الدول وخاصة دول الجوار الى بذل المساعدات لهذا الشعب عبر مختلف السبل، لافتا الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ارسلت خلال الاشهر الاخيرة اكثر من 30 شحنة من المساعدات الانسانية الى افغانستان، وواصلت تصدير السلع الضرورية الى هذا البلد وأبقت مسارات الترانزيت مفتوحة معه فضلا عن استقبالها مئات اللاجئين الافغان، معلنة استعدادها للتعاون مع الدول الراغبة في مساعدة هذا البلد. كما دعا جميع الدول الى العمل على تحرير ارصدة الشعب الافغاني، مشددا على ضرورة العمل الجماعي بين دول المنطقة لمحاربة الارهاب والحيلولة دون اتساع نطاق نشاطات داعش في افغانستان.
واقترح الوزير الايراني ايجاد آلية أمنية محددة في إطار المنظمات الموجودة او ضمن كيان مستقل لتنسيق سياسة محاربة الارهاب بين دول الجوار الافغاني، لتسهيل وادارة الاجراءات الجماعية وتبادل المعلومات بين الدول في هذا المجال.
وأكد أمير عبداللهيان ان من المواضيع الهامة هو سيل اللاجئين الذين يحاولون مغادرة افغانستان. وقد واجهت الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ اشهر قبل سقوط الحكومة الافغانية موجة جديدة من النزوح الانساني الذي تفاقم في الاشهر الاخيرة وبلغ قرابة مليون انسان. والآن تستضيف ايران قرابة خمسة ملايين لاجئ افغاني، تحاول ان توفر لهم سبل العيش الكريم رغم انها تواجه الحظر الاميركي الجائر، الامر الذي جعل من الصعب تخصيص موارد جديدة للاجئين، داعيا المنظمات الدولية والدول الداعمة الى بذل اهتمام خاص بالظروف الخاصة لمعيشة اللاجئين الافغان في الاراضي الايرانية.
وأردف: ان من الضروري ان تضع دول الجوار الافغاني والدول الصديقة الآليات اللازمة للتعاون فيما بينها لإعمار افغانستان وتنميتها. وفي هذا المجال فإن إيجاد آلية إقليمية وتشكيل صندوق مالي لحماية الشعب الافغاني الى جانب تشكيل حكومة وطنية شاملة يمثل ضرورة ملحة، مشددا على ان وجود افغانستان آمنة ومستقرة ومتنامية هو امنيتنا لجميع الاخوة والاخوات في افغانستان ولشعوب المنطقة.