وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنه "الخيار الذي يناقش حاليا والذي يمكن اعتباره تسوية".
وأشار بيسكوف إلى تصريحات من قبل كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، الذي قال في وقت سابق إن "أوكرانيا تعرض نموذجا نمساويا أو سويديا من دولة محايدة منزوعة السلاح، ولكن في الوقت ذاته، لها جيشها وأسطولها البحري الخاصين بها".
وفي الجانب الآخر رفض مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فكرة ضمان الوضع الحيادي للدولة الأوكرانية تجاه روسيا على غرار السويد أو النمسا.
وذكر مستشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني وعضو وفد كييف في المحادثات الجارية مع موسكو، ميخائيل بودولياك، " أن أوكرانيا حاليا في حالة حرب مباشرة مع روسيا، ولذا لا يمكن أن يكون هناك أي نموذج سوى النموذج الأوكراني وذلك حصرا مع تقديم ضمانات أمنية مثبتة قانونيا، ولا يمكن أن يكون هناك أي نموذج أو خيار مختلف".
وأوضح بودولياك أنه يقصد بذلك "ضمانات أمنية مطلقة" تقضي بأن الدول التي تقدمها تلتزم، في حال تعرض أوكرانيا لهجوم من الخارج، بالانخراط في النزاع على نحو نشط وتقديم كافة الإمدادات العسكرية المطلوبة إلى كييف، بالإضافة إلى "ضمانات ثابتة بشأن حظر الطيران" فوق أوكرانيا في هذا السيناريو.
في هذا الإطار قال د.عمار قناة – أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيفاستوبول إن الحديث عن مسألة الحياد مجرد فرضيات لكن تبقى هناك أمور أخرى ربما أهم، مثل بقاء هيمنة القوميين على مراكز صنع القرار في كييف، مشيرا إلى أن الغرب أيضا الذي يؤجج الصراع في أوكرانيا من خلال ضخ المزيد من الأسلحة والمرتزقة عقبة أخرى.
وأشار قناة إلى أن تصريحات الجانب الأوكراني متناقضة وعلى رأسه زيلينسكي، ويبدو أنهم لا يريدون الوصول إلى حل، ويتحدثون فقط عن وقف إطلاق النار، لافتا إلى أن هناك بندا وضحا في الدستور الأوكراني يشير إلى الانضمام إلى حلف الناتو، ومن ثم فواضح أنهم لا يرغبون في الحل.
واعتبر أن التوظيف السياسي من قبل المنظومة الغربية للمسألة الإنسانية يبدو مفتعلا ومكشوفا، مشيرا إلى أن أوكرانيا تستخدم في اللعبة الجيو سياسية من قبل الغرب وهو مالم تدركه كييف.
أما العميد سمير راغب مدير المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، فقال إن مفهوم الحياد عسكريا يعني عدم الهجوم أو التعرض لدولة أخرى، وأن يكون التسليح دفاعيًا فقط من حيث عدد الطائرات والمركبات والمدرعات، وألا يكون هناك تعاون عسكري بشكل مباشر أو غير مباشر مع التحالفات العسكرية مثل حلف الناتو.
وأضاف أنه في حال التوصل لهذه الصيغة فإن جزءا كبيرا من شواغل موسكو تكون قد انتهت وعلى رأسها انضمام أوكرانيا لحلف الناتو.
وأشار إلى أن نموذج السويد هو الأقرب للتطبيق في حالة أوكرانيا لأن دول البلطيق كلها منضمة لحلف الناتو باستثناء السويد وفنلندا.
وأضاف مدير المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية إلى إمكانية التوصل لاتفاق لافتًا إلى أن هناك نقاطًا لا تخضع للتفاوض مثل انضمام أوكرانيا لأحلاف عسكرية.