ايران قد رسمت بوضوح خطوطها الحمراء خلال أشهر من المفاوضات المكثفة والان فان التوصل الى اتفاق نهائي ينتظر قيام الطرف المقابل باتباع نهج متوازن ومنطقي فيما اكدت طهران انها مستعدة لابرام اتفاق جيد وسريع في حال توفرت الارادة الحقيقية لدى الاطراف الغربية.
ايجابية الطرف الايراني أسفرت حتى الان عن حصول تقدم ملحوظ في اعداد نص المسودة النهائية للاتفاق والان حان موعد اتخاذ القرارات بشأن عدة نقاط عالقة اذا كان الطرف المقابل مستعدا لاتخاذ القرار الصحيح.
وقد صرح كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري كني ان حصول الاتفاق النهائي يحتاج الى "وجود النظرة الواقعية والامتناع عن الاطماع والاتعاظ من تجارب السنوات الاربعة الماضية" واضاف في تغريدة على التويتر "حان الوقت لقيام الطرف المقابل بحسم قراراتها" وقال في تغريدة أخرى يوم الاربعاء الماضي حين عودته من فيينا الى طهران "مهما كنا قريبين من خط النهاية فلا ضمانات مؤكدة على اجتيازها" مؤكدا ان على الاطراف الغربية ان تتخذ قرارت محددة.
وتفيد التقارير الواصلة ان ما يجعل المفاوضات معقدة هو العناد الاميركي فيما يخص اعطاء الضمانات الملموسة لايران بشأن عدم الانسحاب مجددا من الاتفاق وكذلك رفع العقوبات.
ولا زالت فرنسا تلعب دور "الشرطي السيء" في المفاوضات حيث استخدم مندوبها الى المفاوضات فيليبي ايريرا تعابير تتضمن تحميل ايران المسؤولية عن أي فشل كما استخدمت الاطراف الاوروبية خلال الايام الماضية مصطلح " آخر اللعبة" عن المرحلة الحالية للمفاوضات وتحدثت عن قضايا "صعبة" عالقة، في وقت اعلنت ايران مرارا بأنها لن تقبل بتحديد أية مهل زمنية لنهاية المفاوضات.
وبعيدا عن التفاؤل أو التشاؤم تؤكد طهران على ضرورة تحلي الطرف المقابل بنظرة واقعية والاهتمام بمتطلبات حصول الاتفاق وقد قال وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان في آخر تغريدة له على تويتر " نحن ندرس بجدية نص الاتفاق وأبلغنا الطرف الغربي بخطوطنا الحمراء ونحن جاهزون لإبرام اتفاق جيد وسريع ".
كما قال امير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ومنسق الإتفاق النووي "جوزيف بوريل" ان ايران تسعى لحصول اتفاق جيد لكن في اطار المصالح الوطنية مع مراعاة خطوطها الحمراء في المفاوضات.
وقد حان الان موعد قيام الاطراف الاخرى في مفاوضات فيينا باتخاذ خطوات ضرورية وذات مغزى وجدوى وتتحلى بروح المبادرة لاظهار واثبات رغبتها الجدية والحقيقية في التوصل الى اتفاق.
وهناك ضرورة بأن تتحلى الاطراف الغربية بالجرأة والشجاعة من اجل اثبات ادعاءاتها عبر اتخاذ خطوات رصينة تبعث على الثقة وترسخها، بدلا عن اللجوء الى الاساليب البالية في تحديد مهل زمنية مصطنعة والسعي لحرف الرأي العام.
المصدر : وكالة فارس