ويشير هؤلاء الخبراء والمحللون في مقابلاتهم وتصريحاتهم ومقالاتهم الى نتائج القمة الايرانية الروسية الاخيرة في موسكو مشيرين الى الأبعاد الستراتيجية للاتحاد الايراني الروسي الصيني في العالم وتاثيره في المواجهة الحقيقية مع سياسة الأحادية والعقوبات الظالمة.
ويعتقد هؤلاء ان القمة الايرانية الروسية التي جاءت وسط التوتر الدولي والضغوطات والعقوبات والحظر المفروض على موسكو وطهران تدل على رؤية استراتيجية والبحث عن تحالف مستديم بين البلدين تفرضه ضرورة ايجاد قاعدة اسناد مشتركة للخروج من وطأة الضغوطات الغربية.
التحليلات المنشورة تعتبر ابرام اتفاقيات للعشرين سنة القادمة بين طهران وموسكو بانه يدل على رؤية استراتيجية طويلة المدى تتعدى الحكومات وهي ملك للشعوب ولمستقبل العلاقات بين البلدين. ان زيارة الرئيس الايراني الى موسكو كانت خطوة ايجابية ولها نتائج اقتصادية وسياسية ايجابية الى جانب توطيد العلاقات الايجابية بين القوتين الدوليتين.
وتقول تحليلات وسائل الاعلام الدولية ان تشكيل مجموعة متشكلة من الصين وروسيا وايران واخذ القرار الستراتيجي بعقد التحالف بينهم في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية هو في الحقيقة فرصة كبيرة وضرورية وتكتسي الواقعية للتطلع نحو امكانية هزيمة الأحادية في العالم ومواجهة الهيمنة الغربية الموجودة وهذا بمثابة جرس انذار لواشنطن وحلفائها ومعظمهم من الدول الاعضاء في حلف الناتو وكذلك الكيان الصهيوني.
وتشير التقارير الى ابعاد هذا التحالف بين ايران وروسيا والصين بالارقام وتقول ان عدد سكان هذه الدول الثلاث قريب من ملياري نسمة ومن حيث الجغرافيا تبلغ مساحة هذه الدول مجتمعة نحو29 مليون كيلومتر مربع وهي تستحوذ على 29 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي في العالم.
ان الصين وروسيا هما الآن عضوان مهمان في دائرة المفاوضات الجارية مع ايران في فيينا وهما من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي للامم المتحدة.
ويتمتع التحالف الجديد بالقدرات العسكرية والاستعدادات اللازمة لمواجهة أية مواجهة بحرية وبرية وجوية وهذا ما يسند موقف ايران بوضوح، حسبما جاء في هذه التحليلات.
اما تأثير هذا التحالف بين ايران وروسيا والصين على العقوبات وسير المفاوضات الجارية في فيينا فيقول الخبراء والمحللون عنه: ربما لا يؤدي قيام مثل هذا الحلف حتما الى وقف العقوبات الامريكية المفروضة على ايران لكنه يمكن ان يشكل درعا دفاعيا قويا يساعد التصدير الآمن للنفط والغاز الايراني الى الاماكن المحظورة اميركيا.
ويعتقد المحللون ان الاشارات الصادرة عن الترويكا الاوروبية الحاضرة في مفاوضات فيينا (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) تدل بأن استمرار هؤلاء في الانصياع لاميركا يجلب لهم الصعوبات والمشاكل اكثر من الفوائد ويحرمهم من فرص الاستثمار في بلد يبلغ عدد سكانها 88 مليون نسمة.
ان التحالف القوي بين طهران وموسكو وبكين يرسم افقا ايجابيا امام الدول الثلاث من الناحية البشرية والاقتصادية والمشاريع الاقتصادية والصناعية والتجارية الكبرى، واذا تم تجاوز العراقيل المفروضة من الولايات المتحدة يمكن لهذا التحالف ان يكون سوقا جذابا للمبادلات التجارية وتنفيذ البرامج الاقتصادية الكبرى.