وكان الناس يطلبونها من الأنبياء كأعمال مستحيلة التنفيذ وكمعاجز ودليلاً على أنهم رسل.
أنظر ماذا طلبوا من نبيهم:
{وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا} (93)
[سورة الإسراء]
فالطائرات والمركبات الفضائية جعلت رقيّ الانسان الى السماء شيئا عادياً!!
وتفجير العيون المائية من تحت الأرض غدت شيئا ميسوراً!!
واستنبات البساتين وصنع جنينة على الأرض بالأساليب الحديثة ما عادت معجزة!!
وإسقاط القذائف والقنابل من السماء عبر المدافع ومنظومات الصواريخ هو من ثمار التطور في صنع أسلحة الدمار الشامل!!
ومعرفة لغة التخاطب بين الحيوانات وفك رموزالشفرة الوراثية ومعرفة التطور الفيروسي وتشخيص ال D.n.a وبصمات الأصابع وو.. كل ذلك (المفيد منه) تم بفضل الله سبحانه بحيث ما عاد شيئا مستبعداً!!.
وهذا لا ينفي أن القرآن الكريم وسورُه لها خصوصية معينة وفرادة في البلاغة والرصانة لا تضارَع.
والبشر تمكّن في القرنين العشرين والحادي والعشرين من تحقيق أمور كان ينظر لها إنسان صدر الإسلام على أنها معجزات مستحيلة التحقيق آنذاك، إذ تمكن البشر الآن من خلال اختراع الكومبيوتر واكتشاف النانوتكنولوجي و قوانين الجاذبية و الخوارزميات والمعادلات الكيمياوية والخصائص الفيزيائية، واختراق سرعة الضوء، والمختبرات المتطورة عالية السرية من صنع أمور كانت تعد معاجز.
ونحن نرى أن البشرية رغم كل ذلك ماتزال هي في أول الطريق، وصدق الله (الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم)
حين قال: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
✍:د.رعدهادي جبارة
الأمين العام للمجمع الدولي للقرآن