ويعد التمر الفاكهة المجففة الوحيدة التي تجف على الشجرة بشكل طبيعي دون الحاجة إلى إضافة السكر أو المواد الحافظة، لذلك فهو الأكثر صحة.
مقارنة بالتمر فإن معظم الفواكه المجففة تخضع لـ"معالجة اصطناعية" تتضمن استخدام درجات حرارة عالية ومواد حافظة مثل ثاني أكسيد الكبريت لتحسين لونها ومنع الأكسدة والفساد وإطالة عمرها الافتراضي.
يتم أيضا إضافة الزيوت ومكونات التزجيج (لإضفاء مظهر لامع) وألوان طعام اصطناعية إلى بعض الفواكه المجففة الأخرى، ما يمكن أن يسبب تأثيرات مختلفة لدى الأشخاص المصابين بالحساسية تجاه هذه المواد وكذلك الأطفال.
تم الحصول على دليل إضافي على الفوائد الصحية للتمر مؤخرا، عندما فحصت دراسة نشرت في مجلة التقارير العلمية Nature، عشر أنواع مختلفة من التمور، ووجدت أن تلك الفاكهة تحتوي على 7 أنواع من الألياف الغذائية.
الألياف الغذائية هي عنصر نباتي يشبه الكربوهيدرات، لا يتم تكسيره بواسطة الإنزيمات التي تفرز في الجهاز الهضمي العلوي للإنسان، وبالتالي لا يتم هضمها هناك.
تقول ميراف مور أوفير، إخصائية التغذية السريرية: "في الدراسة الجديدة، تم العثور على 7 أنواع من الألياف الغذائية في التمر: 4 أنواع من الألياف الغذائية القابلة للذوبان، و3 أنواع من الألياف الغذائية غير القابلة للذوبان".
وتضيف: "تعدد الأنواع يمكن أن يفسر مجموعة الآثار الصحية المنسوبة إلى التمر؛ من إعطاء الشعور بالشبع وسير عمل الجهاز الهضمي، إلى التأثيرات المحتملة على صحة القلب والوقاية من سرطان القولون. كما أن التمر غني بالمعادن ومضادات الأكسدة".
ويعد البكتين، وبيتا جلوكان، والجالاكتومانان، والفركتان 4 أنواع من الألياف الغذائية القابلة للذوبان التي يمكن تخميرها وتفتيتها بواسطة إنزيمات التجمعات البكتيرية في القولون.
تمتص هذه الألياف في الماء مما يزيد من لزوجتها. تساهم اللزوجة في إطالة بقاء الطعام في المعدة والأمعاء الدقيقة، وبالتالي فهي تزيد من الشعور بالشبع ويمكن أن تساعد في الحفاظ على وزن صحي. قد يساعد تأخير إفراغ المعدة أيضا في تنظيم مستويات السكر في الدم والأنسولين.
قد تتداخل الألياف القابلة للذوبان مع امتصاص الدهون والكوليسترول من النظام الغذائي، وترتبط بالأحماض الصفراوية التي تعد مصدرا للكوليسترول، وبالتالي تساهم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
كما تعد الألياف القابلة للذوبان ركيزة غذائية تشجع على نمو البكتيريا الصديقة في القولون (الميكروبيوم) وتساهم في صحته.
ويعد السليلوز، واللجنين، وأربينوكسيلان - 3 أنواع من الألياف الغذائية غير القابلة للذوبان، والتي لا تتحلل على الإطلاق في الجهاز الهضمي، لكنها تلين كتلة البراز وتزيد من حجمها وتسرع من مرورها على طول الأمعاء وتساهم في الوقاية من الإمساك وصحة الجهاز الهضمي.
تبلغ كمية الألياف الغذائية اليومية الموصى بها حوالي 25 غراما أو أكثر في معظم الفئات العمرية.
ويعتبر التمر مصدرا ممتازا للألياف الغذائية، إذ يحتوي كل 100 غرام منه على حوالي 7-5 غرام من الألياف الغذائية.
يشير المحتوى العالي من الألياف الغذائية، إلى جانب تعدد الأصناف، إلى الإمكانات الصحية الهائلة للتمر.