وقال الامام الخامنئي في خطابه بمناسبة ذكرى انتفاضة اهالي مدينة قم ضد نظام الشاه المقبور عام 1978 اليوم الاحد ان واقع الشعب الإيراني هو ذلك المد العالي من الجماهير الذي اكتسح شوارع المدن الإيرانية إبان تشييع الشهيد قاسم سليماني.
واضاف ان هذه الانتفاضة شكلت نواة سلسلة من التحركات الشعبية التي ادت الى انتصار الثورة الاسلامية، معتبراً ان هذه الواقعة كانت مصدر تغيير كبير ويجب تخليد ذكراها للاجيال القادمة.
وذكر قائد الثورة ان سر عداوة قوى الغطرسة العالمية والاستكبار لعلماء الدين وعلماء السياسة والدين السياسي والفقه السياسي هو أن وجودهم يناهض الاستكبار والاستعمار وهذه حقيقة يجب أخذها في عين الاعتبار ومن هنا يمكن فهم لماذا يكن امريكا هذا العداء والحقد العميق لنظام جمهورية إيران الإسلامية.
وقال سماحته ان سياسة فرق تسد هي ديدن أعدائنا طوال تاريخهم الاستعماري في المنطقة ويجب أن لا ننخدع بهذه السياسة الشيطانية.
وأضاف قائد الثورة الاسلامية انه على الرغم من وجود المشاكل الاقتصادية، والتضخم وغلاء الاسعار، والظروف المعيشية الصعبة في البلاد علينا ان نبرز نجاحات الجمهورية الإسلامية الايرانية ولا نبقيها طي الكتمان، لافتا الى ان نظام الجمهورية الإسلامية حققت عشرات النجاحات في مختلف المجالات.
واكد على ضرورة مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات في مختلف الاجهزة والنظر في مقترحات الخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة واعتماد آلية يمكنها استخدام هذه المقترحات والأفكار.
واعتبر آية الله الخامنئي الالتزام بمبادئ الثورة من أهم طرق التنمية في البلاد، قائلا: كان التقدم والنجاح العلمي والصناعي والسياسي في البلاد خلال 43 عاما من انتصار الثورة الاسلامية مرهونا بنزول الشخصيات الثورية والمؤمنة والعالمة الى ساحة العمل والتي كانت تتحلى بمعنويات عالية وروح الجهاد.
واكد سماحته على اهمية الحفاظ على الوحدة، وتقليل عوامل التفرقة في البلاد ، لافتا الى انه من الطبيعي وجود اختلافات في الآراء والأذواق والأساليب بما في ذلك الاختلافات الدينية بين الشيعة والسنة، لكن يجب ألا نسمح لهذه الاختلافات ان تؤدي الى المواجهة وتصعيد الخلافات وتضعيف التلاحم الشعبي.
واشار سماحته الى التعايش السلمي للشيعة والسنة في البلاد منذ قرون، قائلا : رغم وجود صراعات بين القوميات المختلفة في البلاد الا اننا لم نشهد اي صراع بين الشيعة والسنة.
وجاءت انتفاضة اهالي مدينة قم المقدسة عام 1978 احتجاجاً على مقال نشره نظام الشاه المقبور أساء فيه الى شخصية الإمام الخميني (ره) وشكلت هذه الانتفاضة نواة الثورة الشعبية التي اطاحت بعد عام واحد من اندلاعها بنظام الشاه.