وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الذي صرح مراراً وتكراراً أن العراق يعارض تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني، أجرى مقابلة قيل انها مع إحدى وسائل الإعلام الصهيونية في حوار المنامة. وأثارت الخطوة رد فعل عنيف داخل العراق، مما أثار موجة من الإدانات والاستنكارات.
وعلى حد تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، شددت الوزارة على موقف العراق الثابت والداعم من القضية الفلسطينية و "رفض أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني".
وشدد الصحاف على ان: "ما نقلته وسيلة اعلامية من تصريحات انتحلت صفة مؤسسة أخرى جرى دونَ التأكد من صحتها، لاسيما بعد ان جدد وأكد الوزير حسين قوله بـ"لا للتطبيع" سواء في مؤتمر المنامة أم في مقابلات تلفزيونية متعددة".
ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها البعض دفع العراق إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني تحت ستار مسميات أخرى. ففي مؤتمر أربيل، والذي عقد في أربيل، كردستان العراق، في أوائل أكتوبر، تم اختيار اسم مضلل لهذا الاجتماع وهو "السلام والاستعادة"، تحدث البعض، عن دعم من بعض دول المشيخات في الخليج الفارسي، الأمر الذي اثار حفيظة تقريباً كل التيارات والجماعات السياسية والدينية في العراق، واستنكروا ذلك بشدة وطالبوا بالاقتصاص من المنظمين، لدرجة أن حكومة إقليم كردستان العراق التي كانت في موقف حرج جداً ردت أيضاً على المؤتمر وعلقت عليه، وزعمت وزارة داخلية إقليم كردستان في بيان أن المؤتمر كان تحت اسم "السلام والاسترداد" وقد تم عقده دون علم وموافقة ومشاركة سلطات الاقليم.
وحدث شيء مشابه خلال قمة المنامة التي تتابع عملية الخداع تحت اسم جميل "الحوار" من أجل التسوية والتراجع عن توسع الكيان الصهيوني، لكن السؤال الأساسي هو: من المسؤول عن تهيئة مسرح الخداع؟ ومن وراء محاولات جر العراق .. هل هو فخ لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني؟
رغم إصرار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على رفض أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني، من الذي دفع البحرين وورطها كي تكون المنفذ لهذا السيناريو والمشهد؟ ومن هي الجهات المسؤولة عن استخدام شبكة التغطية الصهيونية للغطاء الكاذب لدفع السياسات الصهيونية؟ هل يمكن للبحرين كواحد من قادة مسيرة التراجع والتسوية أن تتنصل من مسؤوليتها عن خداع الاطراف المدعوة؟.