□الجواب بالنفي طبعاً
هل هناك قانون غير اتفاقية فيينا، ينظّم علاقة السفير السعودي مع الدولة اللبنانية؟!
□ الجواب: ايضاً لا، طبعاً.
هل ما قاله الوزير اللبناني جورج قرداحي عن شن السعودية والامارات الحرب على اليمن خاطئة و تستدعي الاعتذار من قبل قرداحي و لبنان الى الرياض و دبي ؟!
□الجواب: قطعاً لا.
وهل تصريحات قرداحي و قوله بأن السعودية هي التي شنت حرباً عبثية على الشعب اليمني و أطلقت عليها (عاصفة الحزم!) جاءت بعد تولّيه الوزارة في حكومة ميقاتي؟!
□الجواب: أكيد (لا).
في رأيي؛ لقد قال الرجل كلمته، و طرح رأيه، بموجب حرية التعبير المكفولة ضمن الحريات الواردة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي تبنته الأمم المتحدة 10 ديسمبر 1948 في قصر شايو في باريس.
اذن لماذا يسمح السفير السعودي في بيروت لنفسه بتوجيه سهام النقد لوزير لبناني عبّر عن رأيه الخاص، و لم يكن مخطئاً ،بدليل ان الملك السعودي نفسه و ولي عهده و وزيردفاعه، و كل المسؤولين و ضباط القوات السعودية الباغية و المهاجمة و المحتلة و المعتدية لم يقولوا إن اليمن هو الذي هاجمهم أولاً فاضطروا للدفاع عن انفسهم!، بل كانوا و ما زالوا يرفعون عقيرتهم و يفخرون بأن الجيش السعودي قرر التدخل عسكرياً في اليمن لإعادة الشرعية!! أي اعادة عبد ربه [يعني عبد هواه] منصور هادي ~ الرئيس المستقيل رسمياً ~ الى الحكم في صنعاء، و هو شخص مهزوز و مخذول و عاجز حتى عن ادارة عدن بل إدارة داره لوحدها !!.
يبدو أن لبنان
و الشعب اللبناني
و الوزير اللبناني
و الرئيس اللبناني قد ضاقوا ذرعاً بالاسلوب الاستعلائي الذي تتعامل به السعودية مع لبنان، و الذي تمظهر في رد فعلها على تصريحات محقة و شخصية لقرداحي، انطلقت من وحي ضميره الحي،بحيث استدعت الرياض السفير اللبناني لديها للاحتجاج ، و ضغطت على ثلاث دول خليجية (ومجلس التعاون الخليجي) لاتخاذ الإجراء نفسه تجاه السفراء اللبنانيين لديها ، علما بان تلك الدول تعلم و ترى بأم عينها أن اليمن الصامد وشعبه المدافع عن وطنه، منذ 7 سنوات يعاني من العدوان السعودي جواً،و براً،و بحراً.
بل و حتى الحكومة الامريكية الجديدة و بعض الدول الاوروبية قررت (و لو ظاهرياً) وقف تعاونها العسكري و تعليق تصدير الاسلحة الى الرياض لهذا السبب نفسه.
شخصياً؛ لقد اعجبتني شجاعة و شكيمة قرداحي: الانسان والاعلامي والوزير، ورفْضُه أي اعتذار من قول الحق أو التراجع عن تصريحات أدلى بها منذ 3 اسابيع قبل استيزاره ، ورفْضُه التعامل الاستعلائي مع بلاده، و رفْضُه الإبتزاز من اي دولة او سفير لدولة في بيروت، لأن لبنان دولة ذات سيادة ولا يحق للآخرين التدخل في شؤونها وتحديد من يكون وزيراً او لا يكون فيها، أو ماذا ينبغي ان يقول هذا الوزير اللبناني او ذاك.
بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961؛ يحق للبنان أن يطلق صفة [شخص غير مرغوب فيه] على سفير السعودية في بيروت، ولا يحق للرياض أن تصف وزيراً محترماً في لبنان او دولة أخرى بأنه غير مرغوب فيه، فرغبة الشعب اللبناني هي الفيصل و رغبة مجلس النواب اللبناني هي الاساس في تعيين وزراء الحكومة وليس ال سعود،أبداً.
☆رئيس تحرير مجلة "الكلمة الحرة".
د.رعدهادي جبارة☆