وفي كلمة القاها اليوم الثلاثاء، في ملتقى تبيين مكتسبات الثورة الاسلامية طيلة الاربعين عاما الماضية، وصف العميد سلامي الثورة الاسلامية بانها وراء تسارع تراجع قوة امريكا في العقد الاخير، وقال: ان الهيمنة السياسية الأمريكية آيلة الى الاضمحلال تدريجيا مع شروق شمس الثورة، وهذا الأمر أصبح ممكنا بفضل الأشعة الملهمة وترسيخ روح المقاومة في جسد العالم الاسلامي، بحيث جعلت امريكا في طريقها الى الزوال.
واوضح ان الثورة الاسلامية في ايران جعلت امريكا قوة مهترئة وغير كفوءة، مضيفا: ان اكبر تأثير للثورة وترويج روح المقاومة والجهاد في مواجهة المستكبرين، هو انها غيرت بشكل كبير الفكر الاستراتيجي في العالم بشان قوة امريكا ونفوذها.
ولفت العميد سلامي الى ان أن الثورة الاسلامية في ايران غيرت معايير وقواعد التفكير الاستراتيجي حول القوة، مضيفا: ان الولايات المتحدة اخذت تواجه تدريجيا مقاومة دولية، ولهذا السبب تواصل تركيز اهتمامها على الشعب الايراني والقائد وحرس الثورة باعتبارهم اركان جبهة المقاومة.
واردف قائلا: لطالما كانت سياسة امريكا التقليدية قائمة على مبدأ الحفاظ على الموقع الاستراتيجي بقدر الامكان، وتوجيه القوى الاخرى على المستوى العملاني من أجل الحصول على أكبر قدر من الفوائد وأقل الاضرار، لكن الثورة الاسلامية دفعتهم (الامريكان) من موقعهم الاستراتيجي والتحكم عن بعد في مجال السياسة الى مستوى العمليات والقتال، وهو السر الرئيسي لفشل الولايات المتحدة.
وتابع نائب القائد العام لحرس الثورة قائلا: على الرغم من عدم التكافؤ في مواصفات القوة الظاهرة لأعداء الثورة والشعب الايراني، فان معركة العالم الاستكباري في حرب الاعوام الثمانية مع ايران الاسلامية، اظهرت هزيمة الأعداء وتفوق جبهة الحق من خلال الاستفادة من مصادر القوة مثل المقاومة والتضحية والالتزام بولاية الفقيه والتوكل على الله سبحانه وتعالى.
واردف قائلا: ان الصبر والصمود والتوكل والايمان والتضحية هو التعبير الحقيقي عن القوة التي يؤكد عليها الله عز وجل، وهذا هو مبدأنا الرادع.
واوضح العميد سلامي ان اميركا تهدف من تركيز اهتمامها على الجمهورية الاسلامية الايرانية طيلة السنوات الماضية، يكمن في منع انتشار الفكر الثوري واحتوائه داخل ايران، وقال : على الرغم من كل هذه المؤامرات والأعمال العدائية ، لا تزال ايران الاسلامية تعيش تحت مظلة الردع وتواصل حياتها الكريمة.
واردف نائب القائد العام للحرس الثوري: لا تزال منطقة غرب آسيا تعتبر منطقة حيوية واستراتيجية بالنسبة للاستكبار، وفقدانها يعتبرا للقوى العظمى سقوطا حرا على مستوى القوى العالمية، فنظرة على منحني القوة في مواجهة الثورة الاسلامية واميركا ، يدل على ان الثورة الاسلامية في حالة نمو واميركا في حالة انحسار.
واوضح العميد سلامي ان أعظم انجاز للثورة الإسلامية هو وضع حد فاصل بين استراتيجية اميركا وقوة استخدامها، وان اميركا التي انفقت لحد الآن 7 تريليونات دولار في المنطقة ولم تحصل على مكسب سياسي، اغلقت مؤسساتها الحكومية حاليا، وباتت اميركا وعملاؤها في المنطقة في حالة عجز.
واشار نائب القائد العام للحرس الثوري، الى ان الولايات المتحدة قد سقطت في الواقع، وقال: ان اعتراف الاميركيين اليوم بالفشل والخروج من سوريا يدل على حقيقة أنهم تخلوا عن امكانياتهم لادارة النزاعات السياسية، ولا ينبغي الخشية من أميركا اليوم.
واوضح العميد سلامي، ان الأمريكيين وظفوا اليوم كل قدراتهم وضغوطهم في المجال الاقتصادي كاستراتيجيتهم الأخيرة ضد الشعب الايراني "لكن ايران الاسلامية اليوم قوية وبفضل ادارة وتوجيهات قائد الثورة الاسلامية وصمود وبصيرة وشجاعة الشعب، لن تكون هناك أي قوة قادرة على هزيمة الشعب الايراني".