الملفت للنظر أن التلفزيون الرسمي تولى -لأسبوعين أو أكثر- إجراء اللقاءات التلفزيونية على الهواء مباشرة مع كل المرشحين تقريباً، مجاناً، فضلاً عن عرض مقاطع مسجلة سلفاً، تتضمن سيرة موجزة وبرنامجاً انتخابياً لكل مرشح على حدة، يتحدث فيها الشخص عن نفسه وبرنامجه.
الجدير ذكره أنه وخلال ثلاثة ايام من انتهاء التصويت ينبغي على المرشحين الفائزين وغير الفائزين ان يقوموا بجمع كل اليافطات والاعلانات الورقية والضوئية والبيلبوردات والسرادق في الشوارع وفي الساحات، وهي خطوة جيدة بحيث لا يكون منظر المدينة مشوهاً بل تعود نظافة البلد الى حالها السابق.
ولاشك ان للانتخابات القطرية ابعاداً اقليمية تتجاوز الشأن المحلي بحيث جعلت البحرين (مثلاً) تعلن هي الأخرى عن عزمها تنظيم انتخابات نيابية قريباً، فيما ستكون الرياض وابوظبي محرجتين امام شعبيهما.
طبعا خلال فترة عملي الدبلوماسي في الدوحة أتيحت لي عدة مرات فرصة زيارة مجلس الشورى والمجلس البلدي واللقاء مراراً برئيس مجلس الشورى السابق محمد بن مبارك الخليفي الذي تولى رئاسة المجلس من عام 1995 حتى 2017 قبل ان يتولى رئاسته احمد بن عبد الله بن زيد ال محمود من عام 2017 حتى 2021.
فضلا عن ذلك فان الدوحة تملك مجلساً بلدياً منتخباً حيث تم تشكيله في اوائل الخمسينات من القرن الماضي وجرت اول انتخابات في 8 آذار/ مارس 1999 وكان المجلس البلدي يضم 29 عضوا من 242 منطقة (فريج) من مناطق الدولة في 29 دائرة انتخابية بموجب قانون 1998. ولدولة قطر دستور دائم صدر في العام 2004 من قبل امير الدولة آنذاك حمد بن خليفه آل ثاني وأجري عليه استفتاء عام ثم صادق عليه الامير المذكور.
وتأتي هذه الانتخابات البرلمانية القطرية قبل استضافة الدوحة لبطولة كاس العالم 2022 وللتأكيد على أن مواطني هذه الدولة الحديثة والنامية والغنية يتمتعون ايضا بديمقراطية نسبية وبرلمان منتخب ودستور دائم، يعبر عن مستوى اعلى من المشاركة السياسية المتنامية بمواكبة النهضة الإقتصادية الصاعدة في هذه الدولة.
شخصيا؛ سبق وأن تعرفت على كثير من المرشحين والفائزين في الانتخابات، سواء من خلال العلاقات الاجتماعية، والجوار، والزيارات والمجالس العامة والمآتم والحسينيات، ومشاركتي في صلاة الجمعة والجماعة ومناسبات أهل البيت ع وحفلات الزواج والصالون الثقافي والمعارض ومجالس التأبين والمنتديات والمؤتمرات وصفحات الصحف واللقاءات الرسمية والعمل الدبلوماسي والإقامة لمدة عشر سنوات.
ومن بين المرشحين العديد من رجال الأعمال والعسكريين والوزراء كحسن بن عبدالله الغانم، وزير العدل السابق، وسلطان بن حسن الضابت الدوسري، وزير العمل السابق، إضافة إلى علي بن سعيد الخيارين وزير البلدية والصحة السابق، و د.علي بن فطيس المري النائب العام السابق، والعديد من ضباط الداخلية والدفاع ورجال الأعمال.
وبهذه المظلة القانونية والانتخابات البرلمانية، تستكمل قطر أبرز الخطوات والترتيبات الداخلية، استعداداً لتنظيم أكبر حدث رياضي عالمي في العام المقبل 2022.
د. رعد جبارة، باحث ودبلوماسي سابق