وشارك في المراسم ايضا ممثل الامام الخامنئي وعدد من علماء الدين الايرانيين المقيمين في العراق حيث احتشد المؤتمرون في قاعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث بالنجف الاشرف.
وقد اُلقي في الملتقى كلمات اصحاب السماحة والفضيلة الشيخ ابراهيم النصيراوي والسيد محمد علي بحر العلوم والدكتور عمار نصار من العراق والشيخ محمد سعيد النعماني والشيخ جعفر تبريزي من ايران كما القى الشيخ الدكتور حسنين قفطان قصيدة بالمناسبة. وتخلل البرنامج فلم وثائقي قصير تضمن كلمات لقائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي وهو يوجه شكره وثناءه العميقين للشعب العراقي الكريم على ما يقدمه من سخاء منقطع النظير لملايين الزوار القادمين من كل حدب وصوب تخليدا لتضحية سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه الابرار في ملحمة كربلاء الأليمة.
وحظي هذا الملتقى الفكري بتغطية اعلامية بواسطة عدد من الفضائيات والاذاعات العراقية التي عرضت هذه التظاهرة العلمية بشكل تناسب مع اهمية الحدث باعتباره لقاءً علمائيا بين حوزتي النجف الاشرف وقم المقدسة العلميتين فضلا عن كونه اول ندوة علمائية تناولت مسيرة الاربعين الحسيني والسخاء العراقي الفريد.
القنصل العام الايراني سماحة السيد رضي الدين الكاظمي المازندراني حرص في كلمته الترحيبية على الاشادة الكبيرة بمآثر الشعب العراقي صانع مسيرة الاربعين عبر التاريخ وصاحب اليد الطولى في خدمة الزوار المشاة القادمين داخل البلاد وخارجها، خدمة تعتمد على الايثار والعفوية والكرم والتواضع حتى غدت مراسم زيارة الاربعين معلما واضحا للتضامن والتكافل والتعاطف المتبادل وهو مشهد لا نظير له في بلدان العالم الاسلامي.
فيما اشتملت كلمات المتحدثين الآخرين على جوانب من قدسية (شعيرة الأربعين) والثمار الشرعية المرجوة من احياء هذه المرسم ضمن المفهوم والواقع . واستعرض الحاضرون مظاهر مشرقة من كرم الضيافة العراقية ودور ذلك في توسيع نطاق المشاركة الجماهيرية في مسيرة الاربعين والزيارة المختصة بالامام الحسين عليه السلام في هذه المراسم .
كما تناول بعض المتحدثين رؤية السيدين الخامنئي والسيستاني (مد ظلهما) الى الشمولية العالمية لزيارة الاربعين باعتبارها تجليا عظيما للاتحاد والتكاتف ليس بين ابناء الامة الاسلامية فحسب بل وايضا بين احرار العالم قاطبة. فيما عدّد آخرون العوامل الاساسية في الاقبال على مسيرة الاربعين من داخل العراق وخارجه.
ذلك تمت الاشارة في هذا الملتقى الى سيرة المرجعيات الدينية وعلماء الدين المجاهدين مع مسيرة الاربعين والتضحيات التي سجلوها على هذا الطريق.
واكد المحاضرون جميعا على ان رحلة زيارة الاربعين تمنح بشكلها المعهود رصيدا عاطفيا كبيرا يربط المسلمين بالمبادئ العظيمة لأهل البيت (ع) .وان الجانب العاطفي ينظم الى الجانب المعنوي فتترسخ تأثيراتهما في قلوب المحبين.
كما شكر المحاضرون الموقف الايراني المكرِّم لشعب العراق العزيز على احاطته المشرِّفة بكافة احتياجات الزوار المشاة وتوفير اطول مائدة طعام في العالم للمشاركين في مسيرة زيارة الاربعين حيث كان هذا الملتقى الفكري فرصة ثمينة للإعراب عن شكر الجمهورية الاسلامية قائدا وشعبا وحكومة لما يبذله العراقيون العزاء من الكرم والسخاء النقيين للجماهير التي ذهبت الى كربلاء لتخليد ثورة سيدالشهداء الامام الحسين عليه السلام.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي