وقبل ١٥ سنة، ألقيتُ محاضرة في حشد من الأعزاء طلبت فيها أن تكون هناك هيئة عليا للتنسيق والادارة والمتابعة للزيارة ورعاية الزائرين والمشاة، من حيث النقل الجوي، واصدار السمات من السفارات العراقية وثمنها، ودعم الخدمات في المحافظتين الأكثر دورا في احتضان الزوار (النجف الأشرف وكربلاء المقدسة) واستثمار التجمع العشرين مليوني في استزراع شتلات الاشجار المثمرة وغير المثمرة ( للظل والبيئة )، وجمع تبرع بسيط وقليل جداً (١٠٠٠ دينار من كل شخص) للإستفادة منه في الأمور المهمة والنفقات الضرورية للفقراء والأرامل والمرافق الضرورية في الطريق، يكون تحت إشراف لجنة مؤتمنة ومتخصصة تضم محاسبين وسجلات، عن الوارد والصادر بكل دقة، وعقد ندوات قصيرة أثناء استراحة الزائرين من عناء المشي، واصدار تعليمات مركزية وتوزيع كتيبات الجيب ومطويات للأحكام الشرعية والنصائح السلوكية والتربوية تكون موجزة، وتمثل جرعات وعي تتضمن توجيهات سياسية وارشادات توعوية تخص مصير العراق وشبابه وتطوير أوضاعه، تختلف كل عام عن الآخر، وليس فقط ارشادات تطلب من المشاة عقد الصلاة في وقتها، بل التأكيد عليهم بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة، وحفظ الأمن وإعمار البلد وتربية الشباب، والمبادرة لأخذ اللقاح ضد كورونا، والتنظيف أثناء وما بعد الزيارة، والنقل للزوار المغادرين من كربلاء ومعالجة الامور المستجدة في الدولة وما تشهده من احداث تتطلب تشخيص الوظيفة الفردية والاجتماعية من النخبة الواعية والحوزة العلمية.
وطبعا يوجد في ايران "ستاد مركزي اربعين حسيني" (اللجنة المركزية لزيارة الاربعين) وهي لجنة عليا تضم رؤساء الكثير من المؤسسات ومديري العديد من الأجهزة الامنية والعسكرية والمدنية وفيه لجان فرعية لتوفير الأمن وخدمات الصحة وتسهيل النقل الجوي والبري وفتح الطرق البرية والحولية والمنافذ الحدودية وجمع التبرعات النقدية، وترويج الثقافة الحسينية والحجاب، وتنسيق الطيران المدني والتذاكر، وتوفير الخدمات والتسهيلات للمواكب المغادرة نحو العراق والعائدة منه، وغيرذلك.
وها قد طرحت هذه المقترحات هنا مجدداً عسى أن يؤخذ بها او ببعضها، من أجل تطوير البنية التحتية لطريق الحسين (ع) ورعاية المشاة فيه، قبل وأثناء وما بعد الزيارة الاربعينية السنوية.
{فَذَكِّر إن نَفَعَتِ الذّكرَى}
د. رعد جبارة
باحث ومستشار ثقافي