لأن مجلس الجامعة العربية هو المعني بالدعوات، وهناك قرار صادر عن مجلس وزراء الخارجية العرب بتعليق عضوية سوريا في الجامعة، رغم تحفظ لبنان عليه في حينه.
وبهدف الإخراج منعا للإحراج، يجتهد البعض في سيناريوهات، منها أن يجتمع مجلس الجامعة العربية استثنائيا ويتخذ قرارا بالعودة عن قرار تعليق عضوية سوريا، وحينها يتم فورا توجيه الدعوة لحضورها القمة.
أو أن يتم خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت يوم 18 الجاري تحضيرا للقمة، بحث عضوية سوريا ويتخذ قرار بإعادتها الى كنف الجامعة، وفورا يعمد لبنان إلى توجيه الدعوة.
ويتداول في الأروقة السياسية أيضا، أن لبنان وبهدف منع فشل انعقاد هذه القمة، قد يسعى لتأجيلها، لأسباب بعضها يتعلق بمخاوف من تأخير تشكيل الحكومة وما يترتب على ذلك من خفض لمستوى التمثيل من قبل الدول العربية.
وبعضها الاخر يتصل بموضوع دعوة سوريا اليها، في ظل بيانها السابق المتعلق بتجميد عضوية سوريا، إضافة الى "المقاطعة" السياسية لسوريا من بعض الفرقاء اللبنانيين الذين يتوهمون أنها ستطول.
قمة إقتصادية عربية في لبنان وبدون سوريا، الدولة الأوحد التي تشكل نافذتنا البرية الى العالم، ونحن ما زلنا نتتظر قرارات عربية تحكم مصالحنا ومصيرنا وقرارنا السيادي.
ونتساءل: أين هكذا جامعة عربية من قرار دولة الإمارات إعادة فتح سفارتها في دمشق؟ واستئناف البحرين العمل الديبلوماسي الطبيعي من قلب العاصمة السورية؟
بل أين هذه الجامعة العربية التي ماتت سريريا منذ ثماني سنوات، من الدعوات العربية المتتالية لإعادة العلاقات مع سوريا؟
وماذا عن الوفود العربية التي تتقاطر الى سوريا لإعادة تطبيع العلاقات معها، بعد أن انتصرت على كافة مؤامراتهم؟
ولماذا يبقى لبنان وحده كبش فداء لارتكابات بعض الانظمة وانتحار العروبة؟!
ولعل سيناريو تأجيل هذه القمة، في حال عدم إقرار مشاركة سوريا فيها، هو الأصوب والأسلم والأكثر حكمة، سواء جاء قرار استبعادها نتيجة قرار الجامعة العربية أو لسبب داخلي، رغم أن المكابرة لدى بعض اللبنانيين الذين سقطت رهاناتهم على سقوط سوريا لا تنفع، لأن سوريا انتصرت بجيشها وشعبها ودعم حلفائها على أبشع مؤامرة عرفها التاريخ المعاصر؟
وسوريا هذه، رغم الحروب عليها ورغم الحصار الظالم على شعبها، ما زالت صامدة اقتصاديا، ولديها القدرة على الإكتفاء الذاتي المبهر، وسوريا التي يحاولون استبعادها عن قمة بيروت، تبني الان مدينة كاملة متكاملة على الطاقة الشمسية، ولبنان العاجز عن حل مشكلة الطاقة لديه، يستأجر بعض طاقته منها.
كفى مكابرة أيها المهزومون في المغامرات، والقرارات الوطنية السيادية مطلوبة قبل فوات الأوان، ولبنان الذي لم يقطع علاقاته الديبلوماسية مع سوريا، ولا علاقاته الإقتصادية، ولا كل أنواع التبادلات، ولبنان الذي كان ينتظر فتح معبر نصيب بين سوريا والأردن لتصدير منتجاته الى الدول العربية، لا قيمة لقمة اقتصادية في عاصمته ما لم تكن سوريا، الرئة الإقتصادية للبنان، على رأس الطاولة..
أمين أبو راشد - المنار