ومثل الجمهورية الاسلامية في القمة وزير الخارجية الايراني الدكتور امير عبداللهيان الذي توقف قبل توجهه الى قلب العاصمة عند مزار شهداء النصر الحاج قاسم سليماني والحاج ابومهدي المهندس ورفاقهما في حرم مطار بغداد لإلقاء التحية على الارواح الطاهرة التي عرجت الى بارئها من هذا المكان دفاعا عن حرمات العراق وثوابت الامة الاسلامية كافة.
وجاء انعقاد هذه القمة تزامنا مع استعدادات العراق للانتخابات التشريعية المرتقبة وذلك بعد النتائج الباهرة التي حققها العراقيون الاكارم على مستوى مكافحة عصابات "داعش" التكفيرية والمنظمات الارهابية المتواطئة معا لتخريب العملية السياسية في هذا البلد.
من الواضح ان العراق قطع اشواط كبرى في مسيرة تثبيت مقومات الدولة ومؤسساتها وهو يسعى الى تطوير مجالات التعاون مع دول الجوار وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي من اجل الوصول الى رؤى مطابقة تخدم مستقبله ومستقبل دول المنطقة والعالم.
وعلى هذا الاساس قال رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي عند بدء افتتاح المؤتمر (ان مؤتمر بغداد يعقد في ظرف حساس وتاريخي وهو يجسد رؤية العراق في تغليب لغة الحوار).
والحقيقة ان استقرار العراق وتجاوزه مرحلة الارهاب والازمات السياسية والاقتصادية والامنية ليس مطلب بغداد وحسب بل هو مطلب اقليمي ودولي يحرص على تحقيقه اصدقاء العراق المخلصون الذين يقدرون دور هذا البلد عبر التاريخ ولاسيما نجاحه في حماية الامة من انتشار المدّ التكفيري الذي حظي بدعم الدوائر الاستكبارية والقوى الظلامية في المنطقة خلال العقد الماضي.
وتحمّل الجمهورية الاسلامية النظام الامريكي مسؤولية دعم انتشار هذه الظاهرة السوداوية والفوضى التي روجت لها حكومة الولايات المتحدة عبر انسحابها المفاجئ والمشبوه.
وكان وزير خارجيتنا امير عبداللهيان قد اشار في كلمته بالمؤتمر الى (ان العراق تضرر كثيرا من فعل ظهور الجماعات الارهابية) مضيفا (ان الجمهورية الاسلامية سارعت لمد يد العون الى العراق في مسار مكافحة الارهاب وهي لم تدخر جهدا في هذا المجال) فيما بقي الاخرون يتفرجون على المشهد العراقي.
وبشكل عام فان مؤتمر بغداد شكل فرصة جوهرية لتعزيز متطلبات العراق في مختلف المجالات ومن المؤكد ان ايران على اتم الاستعداد لمناصرة هذا البلد الجار والشقيق ومساعدته في تطوير قدراته الوطنية اضافة الى دعم قراراته لتحقيق الامن والاستقرار والتقدم والتنمية.
بقلم - حميد حلمي البغدادي