أما الكمية التي فقدت وذابت من جبال الجليد فقدر وزنها بنحو اثنتين وعشرين ألف طن، وتكفي هذه الكمية بحسب باحثين أن تغطي ولاية فلوريدا الأمريكية بكاملها بطبقة من المياه منسوبها يتجاوز الخمسة سنتيمترات.
وقال العلماء إن الذوبان السريع للثلوج حدث بعد سقوط كتلة من الهواء الدافئ فوق الجزيرة بفعل تغير في نماذج حركة الرياح في الغلاف الجوى مشيرين إلى وجود إمكانية لمزيد من التاكل في طبقة الثلوج.
واكد ماركو تيديسكو، عالم المناخ في جامعة كولومبيا: "إن بقعة من الضغط العالي امتصت الهواء الأكثر دفئا من الجنوب (مثل المكنسة الكهربائية) مما تسبب في درجات حرارة عالية قياسية، هناك محرك قوي للغاية لتسريع الذوبان في المستقبل ومن المحتمل أن يغير وجه غرينلاند".
وفيما فقدت غرينلاند اكثر من ثمانية عشر مليار طن من الكتلة السطحية جراء ذوبان الجليد خلال أقل من اسبوع، اعتبر باحثون أن الذوبان الشديد الذي سلطت عليه الضوء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ليس سيئا كما كان في عام 2019، لكن مساحة الأرض التي تذوب أكبر هذه المرة.
وقال توماس سلاتر عالم الجليد في جامعة ليدز: "رغم أن مثل هذه الأحداث مثيرة للقلق، لكن العلم واضح""في العقد الماضي، رأينا بالفعل أن ذوبان السطح في غرينلاند أصبح أكثر حدة و تقلبا. ومع استمرار ارتفاع درجة الحرارة سيصبح الذوبان الشديد أكثر تواترا".
هذا وتوقعت دراسات وتقارير أن يذوب الغطاء الجليدي في غرينلاند هذا القرن وبسبب تغير المناخ بأسرع معدل له منذ اثنتي عشر الف عام اي بمعدل زيادة يبلغ ستة أضعاف عن القرون السابقة.
كذلك سجل ذوبان الأنهار الجليدية في العالم الناجم عن احترار المناخ تسارعا كبيرا في السنوات العشرين الأخيرة ما أسهم في ارتفاع مستوى مياه البحار بزيادة تفوق العشرين بالمئة.
ووفق بيان أصدره المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ ان ما فقدته الأنهار الجليدية خلال العامين الماضيين فقط من شأنه إغراق سويسرا بالكامل تحت ستة أمتار من المياه سنويا.