الامر المخزي هو قيام السفيرة الاميركية في بيروت بمراقبة تطورات الشارع اللبناني واسواقه وكأنها هي الحاكم الفعلي في هذا البلد الحبيب الذي رفع هامات ابناء الامة العربية والاسلامية بانتصاره الباهر على العدو الصهيوني في حرب تموز 2006.
في السياق تقوم سفارات فرنسا والمانيا وبريطانيا بدور لا يقلّ وقاحة عما تعمد إليه السفارة الاميركية وذلك بممارستها الضغط على الشخصيات السياسية اللبنانية لجعلها في موضع الخصم اللدود للمقاومة الباسلة وسماحة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله المجاهد.
ويقوم ممثلو السفارات الغربية بالسفر الى الرياض للتنسيق مع آل سعود واجهزتهم المخابراتية حول كل ما يؤدي الى المزيد من المعاناة وشظف العيش بين اوساط الشعب اللبناني النبيل.
الاميركيون والاوروبيون وآل سعود جعلوا الانتقام من لبنان هدفا شيطانيا لهم علّهم يتشفّون من ابناء هذا البلد ويغطون بذلك على الهزيمة الاسرائيلية النكراء في تموز 2006.
وهناك آخرون في الساحة السياسية من وضعوا خدماتهم مجانا باتجاه التساوق مع الهدف الاميركي والاوروبي والاسرائيلي والسعودي الرامي الى حرمان اللبنانيين من نشوة انتصارهم الاسطوري وذلك بتضخيم ابعاد الكارثة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلاد.
الغريب في الامر ان كل هذه السلوكيات المهينة تحصل على مرأى ومسمع اركان الدولة اللبنانية دون ان تمارس دورها الحقيقي في تحذير السفارات الغربية من مغبة التمادي في مواصلة التدخل المفضوح الذي يتعين ايقافه عند حدّه وانذار المبادرين اليه بشكل حازم.
ان المقاومة اذ تراقب هذا الامر الشائن عن كثب تؤكد أن كل المصائب اليوم في لبنان هي من صنع اميركا بشكل مباشر او غير مباشر . في هذا المضمار قال رئيس المجلس التنفيذي بحزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين: (ان الطغيان الاميركي يستهدف لبنان وفلسطين واليمن وسوريا وافغانستان وكل مكان بالمنطقة فيه شرف ومقاومة).
والذي لا شك فيه هو ان الضائقة المختلقة التي يمر بها لبنان لن تحقق المآرب الاميركية والاسرائيلية على مستوى اذلال شعب هذا البلد بعد ان عرف طريقه وحجمه ودوره في مكافحة المشروع الصهيوغربي وبعد ان سجل في تموز انتصار الامة باسرها على الغزاة والمحتلين والخونة.
بقلم- حميد حلمي البغدادي