فرصة الحجّ استثنائيّة. كلّ العبادات، فرصة للإنسان كي يستعيد نفسه. الناس بسبب غفلتهم عن الله - تعالى -، وهو روح الوجود وحقيقته، يغفلون عن أنفسهم وقلوبهم وحقيقتهم؛ {نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} (الحج، 19). هذا هو داء البشرية الكبير اليوم.
والناس بغفلتهم عن الله - تعالى - يغفلون عن أنفسهم أيضاً. لقد نُسيت تماماً حاجات الإنسان وحقيقته وأهداف خلقته فـي زحمة العجلات المادية. وما يعيد الإنسان إلى الله وإلى نفسه وحقيقته وحاجاته وقلبه فـي ظل التوجه إلى الله إنما هو الدعاء والعبادة والتضرع. والحج من هذه الناحية أفضل العبادات، لأنّه عبادة استثنائيّة من ناحية الزّمان، ومن ناحية المكان، ومن ناحية تتالي الحركات الموضوعة للحاج والناسك في الحجّ.
~الإمام الخامنئي 20/12/2004