جاء ذلك في ندوة سياسية نظمها مركز أطلس للدراسات والبحوث بعنوان "سيف القدس تداعيات وعبر" اليوم السبت بمدينة غزة، بمشاركة عدد من قادة الفصائل والكتاب والأكاديميين.
وقال الهندي إنّ "معركة سيف القدس أثبتت أنّ الوحدة الفلسطينية تتحقق في الميدان وتتجاوز كل القيادات الرسمية والشرعيات المزعومة واللقاءات والمواقف التي لا زالت ترتهن لسياسات ومسارات بائسة قبرتها المعركة الأخيرة".
وأضاف أنّ "أي عودة لبناء الوحدة الفلسطينية وفق هذه السياسات البائسة هو مشاركة في سرقة نتائج معركة سيف القدس".
الحرب لم تتوقف
وفي سياق آخر، لفت الهندي إلى أنّ هناك وقف لإطلاق النار بين المقاومة والاحتلال بفعل اتفاق التهدئة في 21 مايو، مستدركًا بالقول إنّ "الحرب لم تتوقف؛ لأن الاحتلال لا يريد أن يبتلع الهزيمة في معركة سيف القدس أو الاعتراف بها".
وأوضح أنّ الاحتلال يحاول استعادة زمام المبادرة في الفعل السياسي من خلال الاعتداءات في الضفة الغربية والقدس واستمرار الحصار على قطاع غزة.
وأردف بالقول إنّ "صراعنا مع الاحتلال هو صراع إرادات، وندرك أن الشعب الفلسطيني ومقاومته أجبر شارون على تفكيك مستوطنات غزة".
وشدد الهندي "سنجبر قادة الاحتلال عن الرحيل عن الضفة والقدس والتمهيد للرحيل عن كل فلسطين".
وأشار إلى أنّ شعبنا تمرّس وتعايش مع المعاناة والتضحيات على مدار قرن من الزمن، وتقف المنظومة العسكرية الإسرائيلية عاجزة عن ردع قوة المقاومة.
وبيّن الهندي أنّ جهدًا حقيقيًا ومُركّزًا يبذل من أجل بناء جبهة المقاومة وقواعدها "وعلى رأس هذا البناء وهو الارتقاء بالعلاقة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي باعتبارهما قطبي الرحى في المقاومة".
ولفت إلى أنّ هناك علاقة تنسيق متقدمة تسمح بحشد كل فصائل المقاومة في مواجهة الاحتلال.
في المقابل، ندّد رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد بارتماء بعض الأنظمة العربية في أحضان الاحتلال والتطبيع معه وفتح السفارات في عاصمته، معتبرا ذلك طعنة في ظهر جهاد شعبنا ومقدساته الإسلامية.
شراكة السلطة والاحتلال
وأكّد الهندي أن الولايات المتحدة وأنظمة عربية منخرطون في إعادة تعويم السلطة الفلسطينية وتفعيل مسار الشراكة بينها وبين الاحتلال.
وقال الهندي إنّ هذه المساعي تواجه مشكلة أنّ السلطة باتت عاجزة عن إقناع الشعب الفلسطيني أنها تدافع عن مشروع وطني.
ودعا إلى التصدي وفضح أي محاولة لتعويم مسار الشراكة مع "إسرائيل"، معتبرًا ذلك محاولة لسرقة نتائج معركة "سيف القدس".
واعتبر أنّ السلطة "غير مؤهلة لقيادة الرأي العام وملاحقة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، فضلا عن ارتهانها سياسيًا واقتصاديًا للاحتلال".
وزاد القيادي البارز في الجهاد "السلطة مُصنّفة أنّها فاسدة وغير قادرة في ملف إعادة إعمار غزة عند كثير من الدول المانحة".
في سياق منفصل، أدان الهندي تجرؤ السلطة على الدم الفلسطيني وعلى حرية التظاهر والتعبير عن الرأي والاعتقالات وتكميم الأفواه، معتبرًا أنّ هذه السياسات تهدف لحرف بوصلة نضال الشعب الفلسطيني عن مواجهة الاحتلال.