يحتل الامام العسكري (عليه السلام) موقعاً ريادياً في المجتمعات الاسلامية، بالرغم من محاولات السلاطين المتنوعة في ابعاد الجمهور عنه وصرف الامامة الحقيقية عن شخصيته، حيث لم يحتجز الارهاب والتعتيم الاعلامي عن تسليم الجمهور بامامته وريادته اسلامياً، حتى ان المؤرخين يذكرون كيف ان السلاطين وولاتهم قد اضطروا الى تكريم الامام العسكري (عليه السلام) وتقديمه على اية شخصية سياسية، وتسليمهم بامامته الحقيقية، وبكونه نموذجاً للفضل والعفاف والزهد والهدى والنبل والكرم وسائر سمات الشخصية المتفردة،... وهو امر يكشف - دون ادنى شك- عن ان هيمنة الامام (عليه السلام) ترتبط بقناة غيبية تفرض فاعليتها على الجمهور - بما فيهم الاعداء- لتكون بذلك حجة في حقل تحمل المسؤولية التي خلعها الله تعالى على الآدميين من خلال مفهوم خلافة البشر في الارض... والمهم، ان الامام العسكري (عليه السلام) يظل - مثل سائر المعصومين (عليهم السلام)- نموذجاً للشخصية العبادية التي تمارس مهمة الامامة في مختلف الصعد، ومنها الصعيد الادبي الذي يستثمر لتوصيل مبادىء الله تعالى الى الآخرين... وبالرغم من ان امامة العسكري (عليه السلام) لم تمتد اكثر من ست سنوات،... وبالرغم ايضاً من ان الفترة الزمنية للأئمة الأربعة (الجواد، الهادي، العسكري، المهدي (عليهم السلام)) كما ذكرنا سابقاً لم تسمح لأسباب غيبية واجتماعية بتقديم النصوص الفكرية بنفس الحجم الذي سمح من خلاله للأئمة السابقين (علي، الحسنين،السجاد، الصادقين، الكاظم، الرضا (عليهم السلام))... بالرغم من ذلك كله، يمكننا ان نظفر بنصوص ادبية للامام العسكري (عليه السلام): تعد امتداداً لنصوص مماثلة لسائر المعصومين في ميدان الرسالة او المقابلة او الحديث الفني... واليك نموذجاً منها:
*******