وفي إطار مشروع 1455 الوطني للقرآن الكريم في إيران، سلّطت أمانة المشروع الضوء علي الآية الخامسة من سورة القصص المباركة "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" حيث يتم تسليط الضوء علي آية قرآنية واحدة ضمن فعاليات المشروع.
وتتحدث الآية الكريمة عن سنة إلهية قدرها الله وجعلها قانوناً ثابتاً في حياة البشر وتحققت تلك السنة في نصر بني إسرائيل علي فرعون وبعد ذلك ستتحقق إلي يوم الحساب.
وكم الآية صريحة وتحمل في مفهومها الأمل؟ تستخدم الآية الكريمة فعلا مضارعا كي لا يتم فهمها خطأ ويتصور القارئ إنها نزلت لقوم بني إسرائيل دون غيرهم وإن ذلك الوعد لن يتحقق ثانية.
وهذا هو لطف الله في المستضعفين ولكن يتسائل القارئ عن هؤلاء المستضعفين وما هي صفاتهم؟
والمستضعف ليس من يعجز عن فعل شئ إنما المستضعف هو من لديه قدرات ومؤهلات ومواهب ولكن الظالمين يحكمونه بظلمهم وجورهم ولايدعونه يعيش حريته وهو لايرضي ذلك ويجاهد ويكافح من أجل الحق والتخلص من ظلم الظالمين.
وهؤلاء المستضعفون وعدهم الله سبحانه وتعالى بأن يمنّ عليهم ويجعلهم أئمة وليس أولئك الجبناء المتخاذلين الذين لايصرخون في وجه الظلم.
ويقول المفسرون أن للمستضعف أقساماً فهناك مستضعف فكري وثقافي ومستضعف إقتصادي ومستضعف أخلاقي ومستضعف سياسي والنوع الأخير ما هو مقصود في القرآن الكريم.
ويقول الله "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" بشري للإنسان ليعرف أن الله سينصر الحق علي الباطل والإيمان علي الكفر.
كما تبشر الآية الكريمة في معناها الأساسي بظهور الإمام المهدي الموعود (عج) ونشر العدل والقسط في الأرض وهذه هي سنة الله المقدرة.
جدير بالذكر أن مشروع "1455" الوطني للقرآن الكريم في إيران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. كما يقام هذا المشروع تحت شعار "القرآن والأمل والحياة" وبدعم ومشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.