وكان استناد المثير لهذه الشبهة هو قول الحجاج في حج بيت الله الحرام (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك) و يعتبر المثير لهذه الشبهة ان كلمة (لبيك) لا يجوز استعمالها لغير الله تعالى ومن استعملها في غير هذا المورد فهو مشرك.
والجواب على هذه الشبهة هو:
أولا: يجب ان نتعرف في معاجم اللغة العربية على معنى كلمة (لبيك) فنرى في معجم المعاني الجامع ان معنى كلمة لبيك هي (إِنِّي عَلَى طَاعَتِكَ مُقِيمٌ) ، اي انا مستمر في طاعتك.
و ذكر صاحب كتاب المزهر في الصفحة (263) فقال: معنى لَبَّيك من الإلباب ، ويقال: لَبّ الرجل بالمكان إذا أقام به ، فمعنى لبيك أنا مقيم عند أمرك ، اي مجيب لدعوتك في اي وقت.
وعليه فان كلمة (لبيك) هي اظهار للإجابة من الداني الى العالي مثل الاب والإبن اذ ينادي الأب على ولده فيجيبه الإبن لبيك يا أبي أي: ( أنا مجيب لأمرك يا أبي).
وعند قول لبيك اللهم لبيك المراد منها (نحن على دوام الإجابة لله تعالى).
والنتيجة فإن كلمة (لبيك) مشتركة الاستعمال للمخلوق و الخالق و تستعمل من الداني الى العالي.
ثانيا: كلمة لبيك هي من الكلمات العربية البحت وكانت تستعمل في الشعر العربي منذ الجاهلية ، قبل الاسلام ، و لم يذكر في التاريخ او معاجم اللغة ان هذه الكلمة دخلت في قضايا شركية او اختصت في استعمالها لله عز وجل، بل العكس من ذلك كله لانها كلمة عامة توضع في مورد احتياجها.
ولذلك فإننا حين قول (لبيك يا رسول الله) أو (لبيك يا حسين) مقصودنا هو أننا نجيبك يا رسول الله على دعوتك ونجيب الامام الحسين عليه السلام على دعوته ونصرته، وهذا لا ينافي او يعارض قول (لبيك اللهم لبيك).
فإظهار الطاعة أو الإجابة لله تعالى لا تمنع من إظهارها الى أوليائه الذين امر الله تعالى بطاعتهم في سورة (النساء:59): (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم )).
قيس العامري/موقع العتبة الحسينية