عند مقارنة هذه المكتشفات مع ما عُثر عليه في هضبة "سيلك" في كاشان وسط ايران و"ينبوع علي" في منطقة الري الاثرية جنوب طهران، تتضح لنا العلاقة القريبة التي تربط هذه الحضارات ببعضها البعض.
كما تدل الوثائق والمستندات التاريخية على ان هذه المنطقة كانت عامرة بالسكان منذ غابر السنين وورد ذكرها مرات عدة خلال العهد الاخميني وما بعده؛ غير ان شهرة قم تعود الى الحقب التي تلت ظهور الاسلام في ايران، وان ما زاد من اهمية قم هو وجود المرقد المقدس للسيدة فاطمة المصومة (س) بنت الامام موسى بن جعفر الكاظم سابع ائمة الهدى (ع). هذا وان الاحداث التاريخية التي شهدتها قم تعود اساسا الى تأثّرها بالمناطق والاراضي المجاورة لها في القرون والاعصار السحقية مثل كاشان والري.
هجمات المغول الغزاة على ايران ادت الى انتشار دويلات وحكومات مستقلة في جميع ارجاء ايران، ولم يلبث حتى ان شن تيمورلنك "تيمور الاعرج" مؤسس السلالة التيمورية هجوما على ايران وبعد وفاته في سنة 807 للهجرة شهدت مناطق حكمه المترامية الاطراف افولا تدريجيا الى ان سقطت السلالة التيمورية في سنة 911 الهجرية بوفاة آخر ملك تيموري.
مع قيام الحكم الصفوي في بدايات القرن العاشر الهجري، والذي يعد من الاحداث التاريخية المهمة في ايران حظيت منطقة قم بمكانة خاصة، وتم تشييد عمارات وابنية عدة فيها وحولها.
الى ذلك شهدت مدينة قم في خضم وقائع الثورة الدستورية واثناء حكم الملك القاجاري مظفر الدين الشاه ووقوع اشتباكات بين من يؤيد الحكومة القاجارية ومن يعارضها، شهدت هجرة عدد كبير من العلماء ورجال الدين من طهران، متوجهين اليها.
محافظة قم التي تكاد تقع وسط ايران، تحدها من الشمال محافظة طهران، ومن الشرق محافظة سمنان، ومن الجنوب محافظة اصفهان، ومن الغرب والجنوب الغربي المحافظة المركزية.
يقع قسم من محافظة قم وخاصة قرية "قمرود" ضمن حديقة الصحراء الوطنية في ايران.
المناخ على صعيد محافظة قم، صحراوي وفي فصول الصيف والشتاء يتغير المناخ في المناطق المختلفة بين مناخ حار وبارد، مما يؤثر على موقعها الزراعي وأشكال النباتات والاعشاب فيها.
اما فيما يخص الاكلات الشعبية لاهالي قم، فتشتمل على انواع الحساء والشوربة وانواع الخبز والفطير المحلي فضلا عن باقي الاكلات التي يتم طبخها واعدادها وانتشارها حسب الذائقة الايرانية في جميع انحاء ايران.