يستمر سوق العملات المشفرة في إبهار المتتبعين للشأن الاقتصادي، فقد بلغت القيمة السوقية للعملات الافتراضية أعلى مستوياتها على الإطلاق بوصول قيمتها السوقية إلى 2.02 تريليون دولار في منتصف جلسة التداول، ليوم الاثنين 5 أبريل 2021، وفقا لبيانات تطبيقي شركتي "CoinGecko" و"Blockfolio"، المتخصصين في تتبع سوق العملات الرقمية.
ويجمع خبراء اقتصاديون، على أن "العملات المشفرة لا تخضع لسيطرة أي حكومة أو نظام مصرفي مركزي معين، على عكس النقد أو بطاقات الخصم والائتمان"، حيث يتم التحكم فيها من قبل المستخدمين وخوارزميات الكمبيوتر.
وعندما نتحدث عن العملات المشفرة، فإننا نفكر بشكل أساسي في "بيتكوين" (Bitcoin)، التي تشهد قيمتها ارتفاعات مذهلة، حيث أنها تعادل حاليا 58،961 دولارا (511،350 درهم)، لكن ما يغيب عن كثيرين، أن هناك عملات مشفرة أخرى بدأت تغزوا الأسواق العالمية، هذه أبرزها :
دوجكوين "Dogecoin"
بدأت هذه العملة المشفرة، في 6 دجنبر 2013 كـ"مزحة"، فقد تم استلهام اسمها من ميم الإنترنت الذي يطلق عليه اسم "دوغ" ((Dog، ورمزها عبارة عن صورة كلب من نوع "شيبا إينو"، وكانت الغاية من إحداثها هو الاستمتاع بعملة مشفرة رخيصة بما يكفي لإضافة تغييرات عليها، ولم تكن قيمتها تساوي سوى جزء من (السنت).
بيلي ماركوس، مبتكر هذه العملة، وهو مبرمج من بورتلاند، في الولايات المتحدة، أراد في البداية إنشاء محاكاة ساخرة للبيتكوين، بتقديم عملة افتراضية ممتعة ومتوفرة للعامة، لكن هذه العملة ستشهد ارتفاعا صاروخيا عقب تغريدة للملياردير الأمريكي الشهير "إيلون ماسك"، قال فيها أنه "سيرسل عملة دوجكوين "Dogecoin" إلى الفضاء"، وعقب ذلك قفزت العملة الرقمية بنحو 264 بالمائة.
إثيريوم "Ethereum"
بالرغم من تعريفها على أنها، منصة عامة مفتوحة المصدر، حيث توفر خاصية إبرام "عقود ذكية" على شبكة الإنترنت تحاكى العقود التقليدية، تعتبر "إثيريوم"، من أهم العملات الرقمية بعد "بيتكوين".
تم إحداث "إثيريوم" (Ethereum)، بواسطة المبرمج الروسي-الكندي، فيتاليك بوتيرين سنة 2014، وتقدم هذه العملة نفس مزايا "بتكوين" كعملة افتراضية ولتخزين القيمة، لكنها تقدم مزايا إضافية كإنشاء وتشغيل تطبيقات، وإبرام عقود ذكية والقيام بأنواع أخرى من التحويلات.
كما تتميز "إثيريوم" (Ethereum)، بكونها "شبكة كاملة مع متصفح إنترنت ولغة ترميز ونظام دفع خاص بها، بالإضافة إلى أنها تُمكّن المستخدمين من إنشاء تطبيقات لامركزية"، وفق خبراء.
الريبل "Ripple"
تعد عملة "الريبل" (Ripple) الرقمية التي يرمز لها بـ "XRP"، إحدى أشهر العملات عالميا، ويعرفها المختصون بأنها "صممت من أجل تحويل الأموال بسرعة بين التجار والمشترين الذين يستخدمون عملات مختلفة".
تم إنشاء هذه العملة، من قبل شركة "أوبن كوين"، برئاسة المؤسس الشريك "كريس لارسن"، سنة 2013، حيث قامت بتجميع عدد كبير من التمويلات من بعض المستثمرين الكبار وبعض الشركات العالمية.
وبات باستطاعة التجار، ومتلقي الأموال، والبنوك، بفضل هذه العملة، تحويل عملتهم المحلية إلى "ريبل"، وإرسال العملات المحلية إلى جهة محلية، وإعادة تحويلها إلى العملة التي يقبلها التاجر.
وتعد "الريبل" (Ripple) مشابهة لعملة "بيتكوين"، من ناحية الشكل الرقمي القائم على أساس الصيغ الرياضية، كما تتميزان بعدد محدود من القطع مما يجعلهما قابلتين للتعدين، كما يمكن تحويلهما من حساب إلى آخر، دون الحاجة إلى تدخل أي طرف ثالث.
لايتكوين "LiteCoin"
صدرت هذه العملة الرقمية على يد، تشارلي لي، الموظف السابق في شركة "غوغل"، سنة 2011، وهي تشبه من نواح كثيرة، عملة "بيتكوين"، لأنها تعتبر أيضا عملة رقمية و نظام دفع رقمي.
وتختلف "لايتكوين" عن "بيتكوين"، بتقديم خصائص مميزة، مثل تقديم تأكيد أسرع للمعاملات بمعالجة كتلة كل 2.5 دقيقة، بدلا من معدل 10 دقائق في "بيتكوين"، كما أنها تستخدم خوارزمية علامة تصنيف مختلفة، من خلال اعتماد التشفير في خوارزمية إثبات العمل وهي وظيفة متسلسلة صلبة في الذاكرة تتطلب ذاكرة أكبر من الخوارزمية غير خاضعة للذاكرة.
إيوس "EOS"
تم إنشاء هذه العملة الرقمية من طرف شركة "بلوك ون" المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي، دانيال لاريمر، سنة 2017، بهدف حل مشاكل السوق الحالية، لكنها سرعان ما تمكنت من دخول، قائمة العملات المشفرة العشر الأولى سريعا.
ويصنف خبراء، "إيوس" (EOS)، ضمن الجيل الثالث لتقنية سلسلة الكتل "البلوكشين Blockchain"، بسبب جمعها بين الجيل الأول الخاص بالبيتكوين Bitcoin الذي حل مشكلة لامركزية الأموال، وبين الجيل الثاني، الخاصة بـ"إيثريوم Ethereum"، التي حلت مشكلة العقود الذكية اللامركزية، وإضافة إلى مميزات الجيلين السابقين، تعمل "إيوس" (EOS) على حل مشكل لا مركزية الإنترنت وإنترنت القيمة.
وحاليا تحتل عملة "إيوس" (EOS)، المرتبة الخامسة من حيث القيمة السوقية، حسب ترتيب موقع "كوين ماركت كاب"، بسعر يناهز 6.42 دولار.