أمضى طفولته وصباه في تلك المدينة وأكمل فيها مراحل الدراسة الأولى ثم انتقل إلى طهران وهو في الخامسة عشرة من عمره والتحق بمدرسة دار الفنون، فأنهى مراحل الدراسة ودوراتها في هذه المدرسة، ولكونه يتمتع بموهبة متميزة في الرسم. فقد عيّنه ناصر الدين شاه رساما وافرد له غرفة خاصة في عمارة بادكير من مجموعة شمس العمارة، فصار مشغولا بأعمال الرسم وفنونه هناك تحت عنوان "نقاشباشي".
ويمكن تلخيص الحياة الفنية لكمال الملك في أربع مراحل:
المرحلة الأولى: وتشمل المدة التي أمضاها في بلاط ناصر الدين شاه مشغولا بأعمال الرسم. وقد بلغ عدد اللوحات التي أنجزها في هذه المرحلة مائة وسبعين لوحة. وسنكتفي بذكر الآثار النموذجية لهذه المرحلة (۱۲۸٥ ه - ۱۳۱۲ ه).
المرحلة الثانية: وهي تشمل المدة التي أمضاها في أوروبا. ۱۳۱۹ ه - ۱۳۲٤ ه).
المرحلة الثالثة: وتتعلق هذه المرحلة بالآثار والنتاجات التي أنجزها عند سفره إلى العتبات المقدسة.
المرحلة الرابعة: وهي التي شهدت بداية حركة المشروطة وتأسيس مدرسة (صنايع مستظرفة).
وسنتناول الحديث مفصلا عن هذه المراحل.
المرحلة الأولى
يصعب علينا الاهتداء إلى كثير من اعمال ونتاجات كمال الملك وعلى الخصوص تلك التي أنجزها في بدايات حياته الفنية. فقد يكون قسم منها قد اندثر واختفى وقسم آخر توزع هنا وهناك بنحو يتطلب جمعه في مكان واحد جهودا ضخمة كبيرة ووقتا هائلا طويلا. ومن بين الأعمال النموذجية لكمال الملك التي وصلت إلينا: لوحة «آبشار دو قلو» موقعة بإمضاء(نقاشباشي) يعود تاريخ انجازها إلى سنة (۱۳۰۲ ه)، لوحة قصر (گلستان) وقد أنجزت سنة (۱۳۰۳ ه)، منظر قرية (أمامية) أنجزها في (سنة ۱۳۰٤ ه)، منظر حديقة(باغشاه) أنجزت في (سنة ۱۳۰٦ ه) ومنظر لوادي (زانوس) من بعيد وقد أنجزت في سنة (۱۳۰٦ ه) أيضا. أما لوحة (المخيمات الحكومية) التي أنجزت سنة (۱۲۹۹ ه) فهي تعد من بين أقدم الآثار التي بلغتنا من تلك المرحلة التي كان يوقع كمال الملك لوحاته بامضاء (نقاشباشي) وهي موجودة الآن ضمن مجموعة بمكتبة مجلس الصيانة.
ويستنتج من خلال عناوين اللوحات المذكورة أن كمال الملك قلما أعطى المناسبات والموضوعات الانسانية اهتمامه وعنايته فنجد أن لوحاته إما أن تكون حاكية عن الطبيعة وجمالها الفياض حيث يبدو فيها انعكاس النفحات الشاعرية التي تتجلى في لمسات فنية معبرة عن الهامات عاطفية، أو أن تكون تلك اللوحات متضمنة لمباني الدولة وأماكنها. كما أن عناصر لوحاته وسبكها الخاص تأتي فاقدة للروح والحركة والابداع الذي يمنح العمل الفني أملا بالخلود والحكاية عن إصالته. ورغم أن لوحاته ممتعة للذوق والنظر ومثيرة لعاطفة المشاهد الا أن عمل الرسم المبذول في هذه اللوحات لايعدو أن يكون مماثلا للتصوير الآلي حيث الصور الجامدة والبسيطة والسطحية التي تقل فيها اللمسات الفنية الخلافة الصادرة عن بديهة الفنانين وقريحتهم، كما يلاحظ فيها عدم الانسجام بين موضوعات اللوحات وعناصرها وبين أحاسيس الفنان ومشاعره، وإن وجد مثل ذلك فإنه يتوقف في حدود السطح ولايمتد إلى الأعماق الخلاقة، سوى بعض الاستثناءات القليلة التي نجد فيها الاندماج والانسجام الكلي للفنان وعواطفه وروحه مع لوحاته المرسومة على أن التقنية العالية الملحوظة في تلك الأعمال واللوحات وتطوراتها كانت تنبئ عن مستقبل مزدهر للفنان، حيث يشاهد تحسن الإنتاج وتصاعد وتيرته الفنية لوحة بعد لوحة، كما يبدو فيه المنحى التكاملي الذي يتسلقه.
تعد لوحة (تالار آئينه) معلما لمرحلة جديدة للرسم الإيراني فقد أحدثت هزة حقيقية في بنيان مدرسة الفن القاجاري الذي كان يعتمد أساسا على رسوم المبنية التقليدية ويغوص في الجمود على الأساليب القديمة وتقليدها واتباعها.
أما الطريق الفني الذي سلكه كمال الملك حتى آخر عمره فقد كان استمرارا وتطورا لأسلوبه الفني الذي انتهجه في لوحة (تالار آئينه). وضمن هذا السياق أيضا فقد عد كمال الملك وأسلوبه نقطة انعطاف في الحركة الفنية حيث يمثل نهاية مرحلة للفن التقليدي وبداية مرحلة لتيار فني آخر متأثر بالفن الغربي إلى حدود بعيدة. ورغم أن التأثر بالفن الغربي يعود تاريخه إلى أزمان بعيدة إلا أنه كان من المستحيل بنحو من الأنحاء أن يتسلل تأثير الفن الغربي - في أعمال الفنانين الذين سبقوه - داخل التقاليد الأصلية للفن الإيراني، أما في أعمال كمال الملك ولوحاته فقد صارت القيم الفنية الإيرانية تذوي وتختفي لتحل محلها القيم والمعايير الأساسية للفن الكلاسيكي الأوروبي.
إن هذا التطور الذي كسر التقاليد الفنية وخرج عن مألوفها تحول ليصير بذاته تقليدا وأسلوبا جديدا للفن الإيراني الذي اندفع على أساسه في مسيرة النهضة والازدهار. ولم يكن هذا التطور وليد صدفة أو نتيجة حدث طارئ بل أنه يأتي ضمن سياق التطور والتحول العالم الذي طال كافة الأسس والعلاقات الاجتماعية والمعايير الإنسانية للمجتمع الإيراني وأثر في حركة الرشد للخلايا والمكونات والأنسجة التي تؤلف كيانه العام، فقد مضت مدة من الزمن شهد البنيان القديم للمجتمع الإيراني جملة من التطورات وتعرض لعدة هزات أوجدتها الاصلاحات الاجتماعية التي جاء بها (أمير كبير) وجعلت المجتمع الإيراني في حالة غليان واضطراب مستمرة.
ومع اقتراب وقت انفجار ثورة المشروطة فإن القوالب القديمة والقيم البالية العتيقة كانت تزداد عجزا في استيعاب المتطلبات الجديدة والمضامين الحية لحركة المجتمع، ولذا فقد سيطرت حالة القلق وعدم الاستقرار في المجتمع، وازدادت الحاجة الحاحا إلى التجديد والتحول الذي ينهض إلى مستوى تلبية الاحتياجات المتطورة والتعاطي مع المتغيرات المتسارعة في إيران والعالم. ان كل تلك الضرورات والمعطيات انعكست وتجلت بوضوح في الميدان الثقافي والفني.
وفي هذه المرحلة نشاهد أن فن الرسم يلتفت إلى الموضوعات الانسانية ضمن حدود معينة، فنجد ذلك مثلا في لوحة تصور أحد المصريين وقد أنجزت بعد لوحة (تالار آئينه) أما قبل زمن انجاز هذه اللوحة فثمة لوحة «الصيادون» و «الشحاذتان». أما آخر عمل أنجزه كمال الملك يحمل امضاء ال «النقاشباشي» فهو لوحة (الفوال) سنة (۱۳۰۹ ه) وهي تعد أرقى عمل قدمه كمال الملك إلى ذلك الوقت حيث تبرز قدرته على الاستيحاء من الطبيعة وضلوعه في استخدام الألوان فقد رسمت شخصيات اللوحة بنحو جيد من حيث الترابط المنطقي والانسجام فيما بينها. وقد عرضت هذه اللوحة لاحقا في أحد معارض الرسم في باريس واختيرت من بين كل اللوحات المعروضة كأفضل عمل فني فنالت الجائزة الأولى.
في سنة ۱۳۰۱ تزوج كمال الملك وهو في سن السابعة والثلاثين ورزق بنتا وثلاثة أولاد هم: نصرت خانم، معز الدين خان، حسنقلي خان، وحيدر قلي خان، وقد كان له أخ يدعى أبا تراب يكبره بثلاث سنوات وكان رساما أيضا تعود إليه تلك الرسوم واللوحات المنشورة في صحيفة (شرف وشرافت) والتي تحمل امضاء (أبو تراب).
المرحلة الثانية
لقد فتحت أوروبا عالما جديدا أمام كمال الملك واستفاد من احتكاكه وصداقاته لكبار الفنانين حيث اكتسب المزيد من التجارب واتسع مدى أفقه الفني وأتيح له أن يطل على دنيا واسعة أكبر من أن توصف. وخلال رحلة بحثه في فن الرسم وعلومه استطاع كمال الملك أن يزور كل متاحف أوروبا، وضمن تلك الرحلة فتن ب(رامبراند) رسام القرن السابع عشر. لقد لاحظ كمال الملك في أعمال هذا النابغة الهولندي آثارا وعلامات للعرفان الشرقي فانجذب نحوها بشدة، وكان يقول: «تكمن في لوحات رامبراند ونيسين القوة والروح والفن». لقد تعلم كمال الملك علوم الرسم من مطالعاته لآثار رامبرند، نيسين، رافائيل، روبنس، انديك وليوناردو دافينشي: وكانت تتم دراساته تلك وتعلمه لفنونهم من خلال استنساخه لأعمالهم وتجزئتها بحضور الرسامين الكبار لتلك المرحلة في أوروبا.
فقد درس كمال الملك لوحة سان ماتيورا في متحف اللوفر بباريس، كما درس لوحة رامبراند واستنسخها في قصر بيتي بإيطاليا.
وقد تعرف كمال الملك في فرنسا على الرسام الشهير في ذلك الوقت فونتين لاتور، فكان ثمرة هذه المعرفة لوحة رسمها الأستاذ هي عبارة عن صورة ذلك الفنان الفرنسي الذي كان يصف كمال الملك بالشعلة القادمة من إيران ويدعو تلاميذه للاستفادة منه فيقول: «انظروا إلى هذه الشعلة القادمة من إيران، واستفيدوا من لهيبها وحرارتها الخلافة».
يقول (بن زور) رئيس مدرسة ميونخ وأحد كبار الرسامين في أوروبا: إن كمال الملك هو أفضل وأكبر ناسخ لآثار ونتاجات أساتذة الفن الكلاسيكي الأوروبي.
وكان محصلة هذه الرحلة على صعيد الانتاج الفني ۱۲ لوحة أكثرها كان عبارة عن استنساخ لأعمال كبار رسامي أوروبا عهدئذ.
وتدل تلك اللوحات على أن كمال الملك طوى خلال السنوات الخمس طريقا عاليا واكتشف آفاقا جديدة في نفسه. فقد تطورت تقنياته الفنية ونضجت مقدرته وازدادت رؤيته عمقا ودقة، وصار أكثر دراية ومعرفة بالألوان وخطوط الربط ومفاصل اللوحة الفتية والتي تعتبر روح عملية الرسم وبنية هيكله الفني، كما منحه حضوره المباشر في تجارب عباقرة الفن وأساطينه وفطاحله فرصة الاتصال القريب باسرار هذا الفن وحقائقه فتبين وسط ذلك المحيط الخلاق المكان الواقعي للطبيعة والحياة في دنيا الفن.
المرحلة الثالثة
وعند ما عاد كمال الملك إلى طهران كان يحمل معه روحا تفيض بالحيوية وقلبا مفعما بالنشاط ونابضا بالرجاء والأمل... غير أنه وجد جوا ثقيلا راكدا ومحيطا باهتا في طهران لايلبي طموحاته ولايستوعب حركة هذا النسر الذي يريد أن ينطلق ويحلق في دنيا الفن كالأساطير. وكانت ظروف إيران عهدئذ غير ملائمة لنمو الفن ورشده. فقد أوصلت هذه الظروف المضطربة السيئة الأشكال الأصيلة لفنون المينة إلى الحضيض، ومن الطبيعي لفنان كالأستاذ كمال الملك الذي يجد حياته ورزقه في فنه، أن لايجد في تلك الأجواء عوامل الهدوء والاطمئنان والسكينة والرضى. وقد كانت عودته في زمن السلطان مظفر الدين شاه القاجاري حيث كان يوصي كمال الملك بانجاز اعمال لاتنسجم مع ذوقه ومزاجه الفني مما كان يبعث الضيق في نفس هذا الفنان إذ أن الفن يختنق ويفقد خلاقيته عندما يخضع لجو القهر والأوامر المفروضة. وقد وجد كمال الملك نفسه وسط امراء السلطان مظفر الدين شاه ورجاله الذين لايدركون من مضمون الفن شيئا ولايعرفون حقيقة مكانة الفنان، فكانوا يطلبون منه أمورا لاتهدف سوى إلى إرضاء رغباتهم في التفاخر والتمايز ويكلفونه بأعمال سطحية وسخيفة بحيث أنه لو أراد مسايرتهم وانجاز ما يريدون لصار كمن يجعل من الرسام مسخرة وأضحوكة. ولذا فقد دفع هذا الجو المفعم بتلك السلبيات إلى جانب الوضع غير البناء في بلاط مظفر الدين شاه دفع بكمال الملك إلى العصيان والفرار إلى بغداد حيث مكث فيها مدة وأنجز فيها اعمالا فنية مختلفة. فرسم لوحات:(اليهود المنجمون البغداديون) و(الصائغ البغدادي) وتمتاز هذه اللوحات بدرجة عالية من الاتقان في التركيب. وبمقارنة هاتين اللوحتين بأعمال الأستاذ السابقة لسفره إلى أوروبا نكتشف التطور الهائل في مقدرته الفنية وفكره، ونلمس فيها نظرته إلى واقع المجتمع في بعده الطبقي.
عاد كمال الملك من بغداد إلى إيران في سنة(۱۳۱۲ ه) فعاود السلطان طلباته إليه ليمارس عمله في رسم اللوحات التي يمليها عليه إلا أنه اعتذر متذرعا بأنه يعاني من رعشة في يده. وقد زامنت عودته ظهور حركة المشروطة وتصاعدها فكان أن ساهم فيها وكتب عدة مقالات في ذلك نشرت له على صفحات جرائد الوقت.
المرحلة الرابعة
(تأسيس مدرسة صنايع مستظرفة) بعد وقائع حركة المشروطة في حدود سنة (۱۳۲۹ ه) فكر وزراء ذلك الوقت في تحسين الوضع المالي لكمال الملك الذي كان يعاني من فقر مدقع وحرمان شديد، فطلب حكيم الملك وزير الثقافة عهدئذ إجازة منح ارض مساحتها ستة آلاف ذراع في منطقة نگارستان مع مبلغ قدره سبعة آلاف تومان لكمال الملك من أجل بناء مدرسة (صنايع مستظرفة) باسم كمال الملك نفسه وبما أن المبلغ لم يسدد في ذلك العام فقد قام بتسديده حكيم الملك في العام اللاحق عندما صار وزيرا للمالية، وتحقق بناء المدرسة بكل مرافقها فنقلت إليها لوحات الأستاذ كمال الملك ونصبت فيها حيث كانت مدرسة فنية تشيد تحت عنوان مدرسة صنايع مستظرفة، وصار كمال الملك يمارس نشاطاته الفنية في تلك المدرسة كما أنها أصبحت أول مكان يزوره الضيوف باعتباره مركزا ثقافيا ومرفقا فنيا.
أما اللوحات التي رسمها وأنجزها كمال الملك في هذه المدرسة فهي: منظر بعيد ل(مغانك)، لوحتان عن مدينة (دماوند)، ثلاث لوحات عن محلة (شميران) و(جبل توچال) ولوحة (سيد نصر الله التقوي) وبعض اللوحات لنفسه نسخها عن المرآة ولوحة (مولانا) ولوحة (ابن ناصر الملك) ولوحات أخرى. كما أن الأستاذ كمال الملك استطاع أن يربي عددا كبيرا من الفنانين في هذه المدرسة ولعل أبرزهم: إسماعيل الآشتياني، حسن علي وزيري، أبو الحسن صديقي وعلي محمد حيدريان.
وينقل علي محمد حيدريان وهو تلميذ كمال الملك كما ذكرنا، أن المدرسة كانت تشكل مكانا هاما وأحد المراكز الثقافية العليا، وبالإضافة إلى أن التلاميذ في هذه المدرسة لم يطلب إليهم دفع بدل مالي لدراستهم فقد كانت توفر لهم كل وسائل العمل من قبيل: القلم، الفرشاة، الألوان، والنماذج والعينات الفنية واستمرت المدرسة محافظة على مستواها العالي في حوالي السنوات الثلاث الأولى، إلا أنها بدأت تتراجع وتتقهقر عندما بدأت التدخلات تلقي بظلالها على مصير هذه المدرسة حيث اقترح أن يحول مكانها إلى مقر للوزارة وساهم حب الرياسة والجاه في تحويل هذا المركز الذي كان بمثابة الفردوس للفنون إلى جهنم الاحتيالات والأنانيات، فصار مقرا لشبه وزارة أطلق عليها اسم وزارة الصناعة. وفي عهد رضا شاه ظهرت خلافات بين كمال الملك ووزير المعارف في ذلك الوقت سليمان ميرزا واستمرت تلك الاختلافات والتجاذبات مع وزراء المعارف الآخرين بسبب التدخلات غير النافعة في المدرسة حتى أدت تلك الخلافات المستمرة إلى إعاقة تقدم اعمال المدرسة إلى أن بلغت الاحتكاكات أشدها في زمن سيد محمد تدين الذي صار وزيرا للمعارف. ولكن كمال الملك الذي أعيته تصرفات أولئك وأتعبه الوضع السئ لهم لم يتمكن من المواصلة فقدم استقالته إلى رئيس الوزارة آنذاك الميرزا حسين مستوفي الممالك. وقبلت تلك الاستقالة سنة ۱۳۰٦ هجري شمسي وغادر كمال الملك إلى منطقة حسين آباد في مدينة نيشابور بتاريخ (۲۲ ارديبهشت سنة ۱۳۰۷) وسكن في ملك شخصي له هناك إلى آخر أيام حياته. وقد زاره الكثير من أصدقائه وتلامذته من داخل إيران وخارجها في منطقة حسين آباد كما أن بعض المستشرقين والفنانين توجهوا إلى هناك ليحظوا بلقاء هذا الفنان الكبير. وفي ذلك الزمان اتجه بعض المسؤولين في مجلس الشورى الوطني نحو شراء لوحات كمال الملك لصالح المجلس وإقامة متحف هناك باسم كمال الملك. لذا فقد ابتاعوا لوحة «سردار أسعد» بمبلغ (٥۰۰) تومان سنة ۱۳۱۰ ثم ابتاعوا اثنتي عشرة لوحة أخرى بمبلغ ستة آلاف تومان وحملت إلى طهران حيث نصبت في مكتبة مجلس الشورى الوطني عهدئذ.
وفي سنة ۱۳٥۲ وقع كمال الملك صريع مرض تضخم البروستات، فتوفي في مدينة نيشابور بمنزل حفيده محمد غفاري وشيعت جنازته إلى مقبرة الشيخ العطار.