ووفقا لصحيفة إندبندنت (Independent) البريطانية، فإن كتاب مايكل بندر -الصحفي بصحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal)- يظهر أن غضب ترامب من رؤية المتظاهرين الذين يحملون شعار حياة السود مهمة في الشوارع تجاوز الشعور بالانزعاج إلى شيء أكثر رعبا.
ونقل الكتاب الذي نشر بعنوان “من الواضح أننا فزنا بهذه الانتخابات: تفاصيل قصة خسارة ترامب” ( Frankly, We Did Win This Election: The Inside Story of How Trump Lost) عن ترامب القول مخاطبا كبار مسؤوليه “هذه هي الطريقة التي من المفترض أن تتعاملوا بها مع هؤلاء الأشخاص، حطموا جماجمهم!”.
ووفقا للكاتب فإن ترامب دعا الجيش في مناسبة أخرى إلى ضرب المتظاهرين، كما خاطب المسؤولين الأمنيين عدة مرات قائلا “أطلقوا عليهم النار”، وعندما اعترض المدعي العام بيل بار ورئيس هيئة الأركان المشتركة مايك ميلي على أوامره، حاول أن يوضح أكثر فقال “حسنا، أطلقوا النار على أرجلهم، أو ربما أقدامهم. لكن تعاملوا معهم بقسوة!”.
وتعلق الصحيفة بأن تلك الأوامر مخيفة وطفولية في آن واحد ولا يستغرب أن تصدر عن ترامب، فبدلا من التراجع كليًا عندما أشار عليه شخص ما (قد يكون بيل بار) بأن إصدار أوامر بشن هجوم انتقامي عنيف ضد المحتجين أمر غير أخلاقي، فاوض ترامب حول درجة العنف الذي ينبغي أن يستخدم ضد المحتجين بدلا من المبدأ المتعلق بما ينبغي وما لا ينبغي للدولة القيام به عند التعاطي مع مواطنين سلميين يمارسون حقوقهم الدستورية.
وتقول إندبندنت إن أمراض ترامب النفسية التي يمارس بها السياسة كانت لها عواقب وخيمة للغاية على ملايين الناس، ليس أقلها أطفال المهاجرين الذين فصلوا عن آبائهم وأمهاتهم وحبسوا في أقفاص، والأسر التي تشتت بسبب الحظر الذي فرضه على السفر من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، ولولا الجهود التي بذلت من قبل الكونغرس وجهاز القضاء لكان الأمر أسوأ بكثير.
وخلصت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قد لا تكون محظوظة بالقدر نفسه في المرة القادمة، إذا أتيحت الفرصة لرجل من اتباع ترامب يملك إستراتيجية وعقلا وشجاعة ليحكم البلد، فإن المؤسسات التي أنقذت الديمقراطية الأميركية بشكل أساسي ستكون أمام اختبار جديد تمامًا.