وذكرت الصحيفة أن الحديث يدور عن المخبر الآيسلندي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، سيغوردور إينغي توردارسون، الذي كان في 17 عاما من عمره عندما بدأ تعاونه مع "ويكيليكس" وهو يدير غرفة الدردشة لأنصار المنظمة على شبكة الإنترنت.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخبر الآيسلندي مذكور في قرار هيئة المحلفين في ولاية فيرجينيا حول مقاضاة أسانج تحت اسم "المراهق"، وأن وزارة العدل الأميركية تتهم أسانج، بين اتهامات أخرى، بأنه طلب من "المراهق" إيجاد أشخاص مساعدين لقرصنة هواتف أعضاء حكومة آيسلندا باعتبارها بلدا من البلدان الأعضاء في الناتو.
واستخدمت إفادات المخبر الآيسلندي في حينها لدعم الاتهامات الموجهة إلى أسانج بتعاونه مع قراصنة والتأكيد على أن الجندي الأميركي برادلي مانينغ (الذي غير اسمه إلى تشيلسي بعد خضوعه لعملية تغيير الجنس) كان على علم بأساليب "ويكيليكس" هذه.
لكن سيغوردور اعترف، في تصريحات أدلى بها لصحيفة "ستوندين"، بأنه لم يتلق من أسانج تعليمات مفصلة من هذا النوع، مع أنه كان على اتصال مع القراصنة الذين كان يقدم نفسه لهم على أنه موظف رفيع المستوى في المنظمة.
كما أكد الآيسلندي أنه اقترح إرسال ملفات إلى أسانج حصل عليها من مصدر رفض الكشف عن هويته وقال إنها تسجيلات لمكالمات هاتفية لبعض البرلمانيين الآيسلنديين. وأوضح أيضا أنه بصفته عامل إنقاذ، منح لأسانج الوصول إلى موقع إلكتروني يسمح له بمتابعة سيارات الشرطة الآيسلندية.
وكشف سيغوردور أيضا أن مواد وزارة العدل الأميركية تتضمن بيانات زائفة تدعي أن مؤسس "ويكيليكس" حاول اقتحام ملف مشفر يتضمن معلومات مسروقة من أحد المصارف الآيسلندية.
ويعد سيغوردور شخصا مثيرا للجدل في وطنه آيسلندا، حيث حوكم بتهم الاختلاس والتغرير بالقصر، كما أنه لا يخفي أنه قدم نفسه مرارا على أنه مساعد مقرب لأسانج، وذلك بهدف الإثراء.
وفي عام 2011 اتصل الآيسلندي طوعا بممثلي مكتب التحقيقات الفيدرالي عبر السفارة الأميركية في آيسلندا، خشية من ملاحقته من قبل موظفي "ويكيليكس" بسبب سرقته نحو 50 ألف دولار من تبرعات أنصار "ويكيليكس" لهذه المنظمة.
وبحسب "ستوندين" فقد قدم سيغوردور لمكتب التحقيقات، خلال أشهر من تعاونه معه، كل المعلومات التي كانت بحوزته حول موظفي "ويكيليكس"، أما في العام 2019 فقد أدلى بإفادة رسمية في قضية أسانج مقابل تعهد وزارة العدل الأميركية بعدم إخبار السلطات الآيسلندية بجرائم أخرى ارتكبها.