وأكد الشيخ جازاري معموئي في ندوة "دور المراكز العلمية الإسلامية في الحوار بين الأديان" عبر الانترنت التي أقيمت ضمن سلسلة ندوات "إمام الحوار" الإفتراضية على وجوب النظر في سيرة مفهوم الحوار الذي كان موجوداً منذ القدم أي منذ عهد الإغريق وصدر التأريخ الإسلامي وفي سيرة أهل البيت(ع) ونجد ملامح الحوار الثنائي في كل الساحات العلمية والسياسية والفقهية والدينية.
وأضاف أن الحوار في الأصل يعني الحديث بين رجال الأديان وهو نتاج الجهود التي بذلت في أواخر القرن الـ 19 وأوائل القرن العشرين للميلاد ومع ذلك، لم نشهد مثل هذه الحالة خلال الحروب الصليبية، مشيراً الى أن الفترة بين الثورة الصناعية وسقوط دور الكنيسة في أوروبا هي فترة تأريخية شهدت إنكسار قدسية الكنيسة لدي المسيحيين.
وأردف رئيس جامعة أهل البيت(ع) الدولية قائلاً: إن "حديث النفس"(مونولوج) كان سائداً حتي سقوط قدسية الكنيسة وظهور الحوار".
وإعتبر حجة الإسلام والمسلمين الشيخ جازاري ظهور "المجمع الفاتيكاني الأول" من تداعيات تراجع دور الكنيسة حيث إجتمع أعضاء المجمع لإيجاد حلّ لخروج المسيحيين من الديانة المسيحية أي إرتدادهم عن الدين وهنا نجد أول تعامل مسيحي بين العقل والدين (الوحي) ومن هنا ظهرت جذور قبول العلمانية لدي المسيحيين.
وأردف رجل الدين الإيراني قائلاً: إن المجمع الفاتيكاني الأول كان يضمّ كبار القساوسة ولم يتعامل مع عموم المجتمع وكان يتداول أبرز المواضيع المصيرية للدين المسيحي منها قضية "العصمة البابوية" وهل أن البابا معصوم؟ في حين كان الكثيرون يطعنون بذلك.
وأكد الشيخ جازاري أن الحوار وظهور مفهوم التحاور لدي المسيحيين جاء بدافع المحافظة علي كيان الكنيسة الذي قد بات مهدداً آنذاك ولكنه في جانب آخر كان فرصة للمسلمين للتعريف بالإسلام من خلال آلة الحوار التي ظهرت لدي المسيحيين.
وإستطرد مبيناً أننا كالمسلمين نتوجه في الحوار منحي التعريف بالإسلام وهنا علي المراكز العلمية الإسلامية خوض الحوار والتعريف بالإسلام والديانات الأخري لطلاب العلوم الدينية لأن إقامة أي حوار بحاجة إلي أن يعرف الطالب دينه الإسلامي والديانة الأخري التي يريد أن يحاورها.