وفي كلمته امام مجلس الامن الدولي حول الاوضاع في افغانستان، الثلاثاء، قال تخت روانجي: انه ومع خروج القوات الاجنبية تماما من افغانستان، سيواجه هذا البلد مفترق طرق. فأفغانستان يمكنها ان تتجه نحو مسار السلام الذي توافق فيه جميع الاطراف على التعاون والحوار وإنهاء عدة عقود من اراقة الدماء، او يمكن لهذه الاطراف ان تنتهج المزيد من العنف في حين ان احد الاطراف يستخدم قدراته العسكرية لإرغام الطرف الآخر على القبول بشروط السلام، ولا ينبغي للمجتمع الدولي ان يسمح بحصول الحالة الثانية، لأنه لن يكون سلاما حقيقيا، وبالتالي لن يدوم.
وأضاف: ان افغانستان الاكثر امنا واستقرارا وازدهارا والتي تعيش بسلام مع ذاتها ودول الجوار، ستكون في مصلحة جميع الافغان والمنطقة والعالم، وعلى العكس، فإن افغانستان مزعزعة الامن والاستقرار وبؤرة التطرف والعنف والارهاب والجرائم المنظمة، بما فيها انتاج المخدرات وتهريبها، ستشكل خطرا على الافغان انفسهم وعلى السلام والامن الاقليمي والدولي.
وتابع: لذلك فإن مواجهة هكذا تهديدات وبناء افغانستان أكثر امنا وازدهارا يصب في مصلحة الجميع، وفي الحقيقة فإن المرحلة الراهنة تمثل فرصة مشتركة للجميع للعمل بجدية من اجل التوصل الى هذه الاهداف المشتركة.
وقال تخت روانجي: ان تحقيق هذا الامر يستلزم بدء مسيرة سلام شاملة بين الافغان مسهلة من قبل منظمة الامم المتحدة بحيث تكون مبنية على هذا المبدا الاساس بان طريق الوصول الى السلام المستدام يعبر بالدرجة الاولى من مفاوضات داخلية حقيقية مع مشاركة واسعة من قبل جميع الافغان بكل مكوناتهم السياسية والقومية والمذهبية بمن فيهم طالبان، بناء على روح التعاون والتفاهم والمصالحة والوفاق.
واضاف: انه في مجتمع تعددي كالمجتمع الافغاني، لا يمكن لأي مجموعة مهما كانت قوية من الناحية العسكرية ان تلجأ الى القوة والعنف للسيطرة على الآخرين، لأن تشكيل الحكومة الشرعية لا يمكن الا عبر عملية سياسية شاملة وطرق ديمقراطية.
*لا ذريعة لطالبان للجوء الى القوة مع خروج القوات الاجنبية
وقال سفير ومندوب ايران لدى المنظمة الدولية: انه ومع خروج القوات الاجنبية من افغانستان، ليس لطالبان اي تبرير وذريعة للجوء الى القوة، لذلك على هذا التنظيم وقف العنف وأن يثبت رغبته في استخدام قوة المنطق بدلا عن منطق القوة في التعامل مع شركاء الوطن، وان يستفيد من هذه الفرصة الفريدة للمشاركة بصدق في إيجاد سلام مستدام في هذا البلد عبر الطرق السياسية.
واضاف: لقد شهدنا خلال الاعوام الماضية اهدار الكثير من الفرص لنيل السلام وان موجة جديدة محتملة من العنف واقتتال الاخوة في افغانستان يمكنها فقط ان تؤدي الى دوامة جديدة من زعزعة الامن والاستقرار وهو ما لم يعد يتحمله هذا البلد والمنطقة والعالم.
واكد بانه في هذه المرحلة الحرجة يجب الاستماع الى المطالب الجادة للشعب الافغاني من اجل ارساء السلام وان يتم دعم هذه العملية بصورة جادة واضاف: ان الحفاظ على المنجزات السابقة لشعب وحكومة افغانستان ومنها الدستور وحقوق الاقليات القومية والمذهبية والشريحة النسوية وحق تقرير المصير من قبل الشعب عن طريق الانتخابات والمؤسسات المتبلورة وفق الدستور وكذلك الالتزام بمكافحة الارهاب، يجب ان تكون احد العناصر الرئيسية لاي عملية سلام.
*اي عملية سلام يغيب عنها سائر اللاعبين لن تفلح
واكد تخت روانجي بان اي عملية سلام وخطواتها اللاحقة رهن بالدعم القوي من قبل جميع الافغان واضاف: انه فضلا عن ذلك فان اي عملية سلام في افغانستان لن تفلح لو تم توجيهها وادارتها من قبل لاعب واحد، مهما كان قويا، ويكون سائر اللاعبين غائبين ومنهم المنطقة والاهم من ذلك منظمة الامم المتحدة.
واضاف: ان المكانة الملحوظة والطاقة العالية لمنظمة الامم المتحدة في تنظيم وتسهيل عملية السلام في افغانستان وكذلك تقديم الدعم وضمان التنفيذ الكامل والمؤثر لاي اتفاق سلام في المستقبل لا يمكن التعويض عنه ويحظى بدعمنا الكامل. كما ايران تدعو الى دور محوري وتعاط اكبر وجوهري من قبل منظمة الامم المتحدة في اي عملية سلام بين الافغان.
واعتبر الوضع الامني في افغانستان بانه مصدر قلق جاد واضاف: ان العدد المتزايد من الاعمال الارهابية الفتاكة التي يقوم بها داعش في افغانستان ومنها استهداف الاقليات القومية والمذهبية وكذلك النساء والفتيات، والتي ندينها نحن باشد العبارات، يشير الى شدة تهديداتهم لافغانستان والمنطقة.
واعتبر مثل هذه الهجمات بانها تدل على خطورة التهديدات التي تتعرض لها الاقليات القومية والمذهبية والنساء في افغانستان واكد الحاجة جادة للحفاظ على حقوقهم واضاف: ان وقوع هذه الهجمات الارهابية يؤكد كذلك الحاجة لمواصلة العمل على مكافحة الارهاب في افغانستان.
واكد تخت روانجي انه وبالتزامن مع خروج القوات الاجنبية يجب تقديم الدعم المؤثر للقوات العسكرية والامنية الافغانية وتقوية قدراتها في مكافحة انتاج وتهريب المخدرات التي تعد المصدر لتمويل الارهاب والجرائم الاخرى.
*ايران تقف الى جانب افغانستان
وصرح بان العمل لنيل السلام المستديم يجب ان يكون اولوية كما كان ولكن على العالم الا يغفل ايضا عن الحاجة الجادة الى التنمية الاقتصادية في افغانستان كركن مهم لديمومة السلام وقال: أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعو مرة اخرى جميع المكونات الافغانية بمن فيها طالبان الى جعل مصالح كل الشعب الافغاني فوق مصالحها الخاصة.
وختم تصريحه بالقول: ان ايران باستضافتها لملايين اللاجئين الافغان، وتوفيرها خط اتصال لافغانستان مع اوروبا عبر ميناء جابهار وخط سكك الحديد "خواف – هرات"، قد اثبتت بانها تقف الى جانب شعب افغانستان وحكومتها وتبذل الجهود لبناء بلد اكثر امنا واستقرارا وديمقراطية ورفاهية وستواصل هذا التعاون.