هؤلاء المحللون ولاسباب عدة يؤكدون بأن هدف ترامب من قراره المفاجيء الاخير ليس هو هزيمة "داعش" في سوريا كما يدعي . وبناء على هذا التوجه لا يستبعد ان يكون هذا القرار وخلافا لما يدعي ترامب بانه جاء بناء على دراسة معمقة ، هو قرار اخر من قراراته التي يتخذها في ليلة وضحاها نظرا الى تقلباته الاخلاقية . وخير دليل على ذلك هو ذهول رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو من هذا القرار.
بناء على هذا ونظراً الى ان ترامب لا يستقر على أي راي لفترة طويلة والامثلة على ذلك كثيرة، حيث يبادر الى تكذيب تصريحاته التي يطلقها بلا اي وازع، فان نتنياهو كان يتوقع من ترامب ان يبادر على اقل تقدير الى تعديل تصريحاته فيما يخص الخروج من سوريا في ضوء المعارضة الداخلية.
في غضون ذلك ومع الاخذ بنظر الاعتبار لتغريدة ترامب التي قال فيها بانه لا يرغب ان يقوم بدور الشرطي في منطقة الشرق الاوسط، وبناء على طلب بعض عربان الخليج الفارسي من ترامب بالا يسحب قوات بلاده من سوريا، وطبعا جواب ترامب بان بقاء امريكا في سوريا رهن بدفع نفقات هذا الحضور من قبل الدول آنفة الذكر، يبدو ان ترامب يرمي من خلال هذا القرار الحصول على منافع اقتصادية اكثر ريعا سيتم الاعلان عن عقودها من قبل وسائل الاعلام قريبا.
مزاعم ترامب فيما يخص رهن انسحاب قوات بلاده من سوريا بهزيمة "داعش" تاتي في حين انه وفي ضوء الحروب التي جرت في الموصل وحلب ، كان قد تم القضاء على هذا التنظيم الارهابي ولم يبق منه سوى بعض الجيوب المبعثرة التي تكشر عن انيابها في المنطقة بين حين وآخر. في مثل هذه الظروف ليس على ترامب ان يرد على سؤال عدم انسحابه من سوريا قبل هذا فقط، بل عليه ايضا ان يرد على التساؤلات التي ستثار بشأن اخلائه الساحة لايران وروسيا.
بناء على ما سبق فان بعض المحللين يتوقعون بان تشهد المنطقة في القريب العاجل عقد صفقات مالية في مقابل اعلان الانسحاب هذا، ولكنهم يأخذون جانب الحيطة والحذر حيال تحديد العاصمة العربية التي سيتم توقيع هذه العقود فيها. كما ان المحللين لا يستبعدون عودة امريكا الى سوريا في المستقبل كما اعلنت ذلك امس المتحدثة باسم البيت الابيض سارا ساندرز.
يشار الى ان التواجد الامريكي في سوريا ( منذ عام 2004 ولحد الان ) كان غير شرعي نظرا الى عدم طلب الحكومة السورية ذلك وعدم وجود اي تفويض من الامم المتحدة للقيام بمثل هذه الخطوة .