القصيدة الأولى:
يا إمامِي الرِّضا ونبعَ النَّقاءِ
يومُ ميلادِك الجميلُ هنائي ******** يا إمامِي الرِّضا ونبعَ النَّقاءِ
خذْ بقَلبي الى رِحابِكَ نوراً ******** يتلالا في مشهدٍ وَضّاءِ
ضامِنَ الخيرِ يا صريخَ البرايا ******** يا شفيعَ الأنامِ يومَ الجزاءِ
أيها الطاهِرُ المبجّلُ عَفواً ******** أنني إذْ أبوحُ بالإنتماءِ
أنا مِنْ شيعةِ الوَصيِّ عليٍّ ******** فهو نورٌ يحُفُّ بالأَضواءِ
وهو حدٌّ مُميِّزٌ بين هَدْيٍ ******** وضَلالٍ وسيدُ الأوصياءِ
ولهذا قَضيتُ عُمْريَ أشكُو ******** من بلاءٍ ومِحنةٍ واعتداءِ
إنها غُربةُ المودَّةِ أجراً ******** يا لَأجرٍ !! يُفضِي الى الإقصاءِ
ما لِقَومٍ يستنكِرُونَ وَصِيلاً ******** أَتُرى القَطعُ جاءَ في الأَنباءِ؟
أو ليس القرآنُ يطلُبُ وُدَّاً ******** وصَلاةً على نَبيِّ السَّماءِ
وعلى آلِهِ الهُداةِ مَلاذاً ******** للبرايا وهُمْ شذا الزهراءِ
إيهِ يا سيدي أزُفُّ سلاماً ******** مِنْ فؤادٍ يرنُو إلى المعطاءِ
فإلى (مَشهدٍ) رَمقُتُ بعَينِي ******** والى ماجدٍ عرَضتُ رَجائي
لا يلُمْني المعانِدُونَ مِراءً ******** فلقدْ طالَ عهدُهُمْ بالمِراءِ
فهُمُ اليومَ "داعِشٌ" واضطهادٌ ******** يومُهُمْ مِثلُ أَمسِهِم في العِداءِ
أيها الطاهرُ الوَليُّ إماماً ******** رمسُهُ فخرُ دولةِ العُلماءِ
إنّ إيرانَ بِ(الرضا) في سُمُوِّ ******** وثَراها فَيضٌ منَ الإحياءِ
فعلى الرضا الامامِ سلامٌ ******** مِن نَدا جُودهِ يطيبُ رُوائي
===============
القصيدة الثانية:
هو ذا أبو الحسنِ الرؤوفُ إمامُنا
يا طوسُ هلْ أجِدُ العطِـيّةَ في الغدِ ******** مِـنْ مُكْـرِمٍ مِن آلِ بيتِ محمدِ
من نَسلِ فاطمةَ البتولِ وحيدرٍ ******** وأبي كراماتٍ بأبعد مرقـدِ
وهو الذي جمعَ المعالي سُـؤدَداً ******** وقضى غريباً قائداً لم يُحمَدِ
فهو الوريثُ الحقُّ نَصَّ إمـامةٍ ******** وشهيدُ قمعِ حُكومَـةٍ لَـم ترشُدِ
قبِلَ الولايَةَ وهو يعلمُ أنّـها ******** نُذُرُ المَنُـونِ بغـربةٍ وتفَـرُّدِ
واختار أن يبقى يذودُ عن الهدى ******** إذْ لا مناص لدى افتقادِ المُهتدي
تركَ المدينةَ وهو مأمـنُ أهلِها ******** وضريحَ خيرِ الأنبياءِ الشُهَّدِ
ترك البقيعَ مراقداً ومعالِماً ******** ومزارَ اُمِّ أَئمـةٍ لـم يبعُـدِ
هو ذا إمامُ المُسلمين جميعهِم ******** شمسُ الحقيقةِ والسبيلِ المُسْعِدِ
رحلتْ اليه قوافلٌ تحفو به ******** رَغَبـاً على رغمِ اغترابٍ مُجهِدِ
كتبوا لهُ وهُمُ جميعاً مُنصِـتٌ ******** خيرَ الكلامِ عن النبيِّ الأمجدِ
فتلا حديثَ الأطهرينَ تسلسلاً ******** ورسا أخيراً عندَ ربِّ العُبَّدِ
قالَ اكتبوا عني ولا تترددوا ******** فأنا المحدِّثُ بالحديثِ الأرفَدِ
صلّى عليه الله مِنْ عَلَـمٍ وَفَى ******** في غَمرةِ المتآمرينِ الحُسَّـدِ
هذا هو الفضلُ الكبيرُ لأمَّـةٍ ******** تروي منابعَ فِكرِها المتوقّدِ
هو ذا ابو الحسنِ الرؤوفُ إمامُنـا ******** وهو الرضّـا يومَ الجهـادِ المُنْـجِدِ
في يوم مولدهِ الشريفِ تحيَّةٌ ******** تغدو إليهِ وصالحاتُ توددّي
أهلاً بميلادِ الإمامِ المرتضى ******** بابُ النجاةِ بروضةٍ في مشهدِ
سَعْداً بآلِ محمدٍ فهُمُ هُدىً ******** للعالمينَ وهُمْ مكارمُ أحمدِ
==============
القصيدة الثالثة:
هو نورُ الهُدى يَشُعُّ ضياءً
خُذْ ولائي ولاتؤاخِذْ قصِيدي ******** إنْ تراخى شِعرٌ بيومٍ سعيدِ
فلَمِيلادُكَ الشريفُ حُرُوفي ******** ولَأفراحُ عاشِقيكَ نشيدِي
ولَأحبابُكَ الكرامُ وَفاءٌ ******** لاعتصامٍ برايةِ التوحيدِ
وانسجامٌ ورأفةٌ وامتثالٌ ******** لنداءٍ يدعو الى التعضيدِ
يا إماماً زانَ الزمانَ شُمُوخاً ******** ومَقاماً يأوي إليه وُجودي
إنّ مِيلادَكَ الشريفَ حُبُورٌ ******** ينشرُ الخيرَ بانطلاقٍ مُشيدِ
إنهُ اليُمْنُ عامِراً بالتهاني ******** وهو الغيثُ للمَوَاتِ البعيدِ
وهو الفخرُ في بلادٍ اقامتْ ******** دولةَ الدينِ بالفقيهِ السديدِ
أَلخُمينيُّ سيدُ العزمِ طُهْرٌ ******** مِن بَنِي الكاظمِ الامامِ المجيدِ
قامَ بالثورةِ العظيمةِ شأناً ******** فارتقى الشعبُ للعُلا والصُعُودِ
إنها نفحةُ الإمامِ المُوارَى ******** في ثرَى مشهدٍ وبيتِ الخلُودِ
شعبُ إيرانَ عِزَّةٌ واقتدارٌ ******** وحبيبُ (الرضا) الامامِ الودُودِ
أنجَبَ الصّيدَ والعزائمَ طُرَّاً ******** وعظِيماً فذّاً أَصيلَ الجُدُودِ
فالحسينُ الشهيدُ جادَ بشبلٍ ******** شَبَّ في دَوحةِ التقى والسُجُودِ
في خُراسانَ في جِوارِ ضريحٍ ******** لِلامام الرضا الرؤوفِ الشهيدِ
هو نبراسُ دولةِ الخيرِ فِينا ******** والوليُّ الفقيهُ رمْزُ الصُمُودِ
وإليهِ العُيُونُ ترنُو مُهاباً ******** قائدا حازماً بعزمٍ شديدِ
ذائِبٌ في (الرِّضا) يُميطُ غُبارَاً ******** عن ضَريحِ لهُ بدمعٍ وديدِ
فَالإمام الرضا الحبيبُ مَلاذٌ ******** للمُعانِي والقائدِ الصنديدِ
فسلام على إمامٍ غريبٍ ******** ضمَّهُ اللِّحدُ في مكان بعيدِ
ولقد صارَ قبرُهُ صرحَ نورٍ ******** يستقي من سناهُ كلُّ مُريدِ
هو نورُ الهُدى يَشُعُّ ضياءً ******** وعطاءً يُفضي الى خَيرِ جُودِ
الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي