اللّهم والداعي اليك، والقائم بالقسط من عبادك، الفقير الى رحمتك، المحتاج الى معونتك على طاعتك إذا ابتدأته بنعمتك، والبسته اثواب كرامتك، والقيت عليه محبة طاعتك، وثبّتّ وطأته في القلوب من محبتك، ووفقته للقيام بما اغمض فيه أهل زمانه من امرك، وجعلته مفزعاً لمظلوم عبادك، وناصراً لمن لا يجد له ناصراً غيرك، ومجدّداً لما عطل من أحكام كتابك، ومشيداً لما درس(1) من اعلام دينك سنن نبيّك عليه وآله سلامك وصلواتك ورحمتك وبركاتك، فاجعله اللّهم في حصانة من بأس المعتدين واشرق به القلوب المختلفة من بغاة الدين، وبلغ به أفضل ما بلغت به القائمين بقسطك من أتباع النبيين.
اللّهم وأذلل به من لم تسهم له في الرجوع الى محبتك، ومن نصب له العداوة، وارم بحجرك الدامغ من اراد التأليب(2) على دينك باذلاله وتشتيت امره، واغضب لمن لا ترة له ولا طائلة(3)، وعادى الأقربين والأبعدين فيك منّاً عليه لا منّاً منه عليك.
اللّهم فكما نصب نفسه غرضاً فيك للأبعدين، وجاد ببذل مهجته لك في الذب عن حريم المؤمنين، وردّ شر بغاة المرتدين المريبين، حتى أخفى ما كان جهر به من المعاصي، وابدى ما كان نبذه(4) العلماء وراء ظهورهم مما أخذت ميثاقهم على أن يبيّنوه للناس ولا يكتموه، ودعا الى افرادك بالطاعة، والاّ يجعل لك شريكاً من خلقك يعلو أمره على أمرك مع ما يتجرّعه فيك من مرارات الغيظ الجارحة بحواس القلوب، وما يعتوره من الغموم، ويفرغ من احداث الخطوب، ويشرق به من الغصص التي لا تبتلعها الحلوق، ولا تحنوا عليها الضلوع(5)، من نظرة الى امر من امرك ولا تناله يده بتغييره وردّه الى محبّتك.
فاشدد اللّهم ازره بنصرك، واطل باعه فيما قصر عنه من اطراد الراتعين(6) في حماك، وزده في قوّته بسطة من تأييدك، ولا توحشنا من انسه، ولا تخترمه(7) دون امله من الصلاح الفاشي في أهل ملته، والعدل الظاهر في امته.
*******
المصدر: موسوعة الادعية، الصحيفة العسكرية، اعداد: جواد القيومي الاصفهاني
*******
(1) ورد (خ ل).
(2) التأليب: التحريض.
(3)بينهم طائلة: اي عداوة، والطائلة: القدرة والغنى والفضل والمنفعة.
(4) النبذ: طرحك الشيء امامك.
(5) فلان احنى الناس ضلوعاً عليك: اي اشفقهم عليك، حنوت عليه: عطفت عليه.
(6) رتع في المكان: أقام.
(7) اخترمته المنيّة: أخذته