واسفر لنا عن نهار العدل وارناه سرمداً لا ظلمة فيه، ونوراً لا شوب معه، واهطل علينا ناشئته وانزل علينا بركته، وادل(۱) له ممن ناواه، وانصره على من عاداه.
اللّهم واظهر به الحق واصبح به في غسق(۲) الظلم وبهم الحيرة اللّهم وأحي به القلوب الميتة، واجمع به الأهواء المتفرقة، والآراء المختلفة، واقم به الحدود المعطلة، والاحكام المهملة واشبع به الخماص(۳) الساغبة، وارح به الابدان المتعبة، كما الهجتنا بذكره واخطرت ببالنا دعاءك له، ووفقتنا للدعاء اليه وحياشة أهل الغفلة عليه، واسكنت في قلوبنا محبّته، والطمع فيه، وحسن الظن بك، لاقامة مراسمه، اللّهم فآت لنا منه على أحسن يقين يا محقق الظنون الحسنة ويا مصدق الآمال المبطنة(٤).
اللّهم واكذب به المتألين(٥) عليك فيه، واخلف به ظنون القانطين من رحمتك والآيسين منه، اللّهم اجعلنا سبباً من اسبابه، وعلماً من أعلامه ومعقلاً من معاقله، ونضّر وجوهنا بتحليته، واكرمنا بنصرته، واجعل فينا خيراً تظهرنا له وبه، ولا تشمت بنا حاسدي النعم، والمتربصين بنا حلول الندم، ونزول المثل، فقد ترى يارب براءة ساحتنا، وخلوّ ذرعنا من الاضمار لهم على احنة(٦)، والتمنّي لهم وقوع جائحة، وما تنازل(۷) من تحصينهم بالعافية، وما اضبّوا(۸) لنا من انتهاز الفرصة، وطلب الوثوب بنا عند الغفلة، اللّهم وقد عرفتنا من أنفسنا، وبصرتنا من عيوبنا خلالاً نخشى ان تقعد بنا عن استيهال اجابتك، وأنت المتفضل على غير المستحقين، والمبتدىء بالاحسان غير السائلين فآت لنا من امرنا على حسب كرمك وجودك وفضلك وامتنانك، انّك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد، إنّا اليك راغبون، ومن جميع ذنوبنا تائبون.
*******
المصدر: موسوعة الادعية، الصحيفة العسكرية، اعداد: جواد القيومي الاصفهاني
*******
(1) الادالة: الغلبة.
(2) غسق الليل: اشتدّ ظلمته.
(3) خميص الحشا: ضامر البطن.
(4) المبطئة (خ ل).
(5) في النهاية: منه الحديث: ويل للمتألّين من امتي، يعني الذين يحكمون على الله ويقولون: فلان في الجنّة وفلان في النار.
(6) الاحنة: الحقد.
(7)ما يتناولهم (خ ل)، وكأنه عطف على براءة.
(8) اضبيء الرجل على الشيء: اذا سكت.