وتحدث استشاري العناية الحرجة والأمراض المعدية السعودي، عوض العمري، عن التأخر في أخذ الجرعة الثانية من لقاح كورونا وهل يؤثر هذا التأخر على زيادة نسبة الأجسام المضادة؟.
وقال العمري: "الدلائل العلمية التي ظهرت خلال الشهرين الماضيين تفيد بأنه إذا تأخرت الجرعة الثانية من اللقاح تكون مناعة الجسم أقوى وأقوى، وتم إثبات ذلك علميّا في لقاح أكسفورد".
وتابع: "أعتقد أن تأخير الجرعة الثانية من اللقاح ليس به ضرر كبير".
وأوضح أن "المدة الأنسب بين تناول الجرعتين ليست معروفة إلى الآن، وكل شيء يعتمد على مدى توافر اللقاح، والدول الأكثر نموًا صاحبة الحظ الوفير في إعطاء اللقاحات، لقدرتها المالية على الشراء".
من جانب آخر، وجدت دراسة بريطانية أنّ الأجسام المضادة لفيروس كورونا قد تكون أعلى بثلاث مرات ونصف لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعة اللقاح الثانية بعد 12 أسبوعاً بدلاً من ثلاثة أسابيع.
ووفق دراسة لتحليل الدم أجرتها جامعة برمنغهام البريطانية، بالتعاون مع الوكالة التنفيذية لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، فقد تبيّن أنّ هذه الفئة من الأشخاص لديها أجسام مضادة أعلى، عند إعطاء المعزّز من اللقاح بعد فجوة استمرت ثلاثة أشهر، بحسب ما نقلتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وتأتي هذه الدراسة، في الوقت الذي تبنّت فيه المملكة المتحدة قراراً بتأجيل الجرعات الثانية من لقاحات فيروس كورونا. إذ أظهرت الدراسات والأبحاث التي أجريت على الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً أنّ تأخير الجرعة الثانية من لقاح فايزر/ بيونتك، إلى ما بعد 12 أسبوعاً بدلاً من ثلاثة أسابيع، أنتج استجابة أقوى بكثير من الأجسام المضادة.
ووفق الدراسة، يحصل الأشخاص الذين يتلقون جرعتين من اللقاح على الحماية المطلوبة بغضّ النظر عن التوقيت، لكن الاستجابة الأقوى تأتي من خلال التأخير الإضافي.
تقول هيلين باري، كبيرة مؤلفي الدراسة في برمنغهام: "لقد أظهرنا أنّ ذروة استجابات الأجسام المضادة بعد جرعة لقاح فايزر الثانية، يتمّ تعزيزها بقوة لدى كبار السن عندما يتأخر إعطاء الجرعة الثانية من 11 إلى 12 أسبوعاً، وهناك فرق ملحوظ بين هذين الجدولين من حيث استجابات الأجسام المضادة التي نراها".
في الأسابيع الأولى من برنامج اللقاح، اتخذت المملكة المتحدة قراراً جريئاً بتأجيل إعطاء الحقن المعزّزة حتى يتمكن المزيد من كبار السن والضعفاء من تلقي اللقاحات الأولى بسرعة أكبر.
وقد أثارت هذه الخطوة الجدل، لأنّ منظمي الأدوية وافقوا على لقاحات فايزر/ بيونتك، وأسترازينيكا/ أكسفورد، على أساس التجارب السريرية التي باعدت بين الجرعات مهلة زمنية لا تتخطى الثلاثة أو أربعة أسابيع فقط.
أظهر باحثون من جامعة أكسفورد في فبراير/ شباط الماضي أنّ استجابات الأجسام المضادة كانت أقوى بمرتين عندما تأخرت معزّزات لقاحهم لمدة 12 أسبوعاً. لكن الدراسة الأخيرة، هي الأولى التي تقارن الاستجابات المناعية في أوقات زمنية مختلفة، مع استخدام لقاح فايزر/ بيونتك.
ووفق الدراسة، قام العلماء بتحليل عينات دم من 175 شخصاً تخطوا الثمانين من العمر، بعد تلقيهم جرعة اللقاح الأولى، ثم بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من تلقيهم اللقاح المعزز. من بين المشاركين، حصل 99 فرداً على الجرعة الثانية بعد ثلاثة أسابيع، بينما انتظر 73 مشاركاً 12 أسبوعاً. أظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين تأخّروا في الحصول على الجرعة الثانية، كانت لديهم أجسام مضادة، أعلى بـ3.5 مرات من المجموعة الأولى.
من جهة أخرى، نظر الباحثون أيضاً إلى جانب آخر لجهاز المناعة، وهو المتعلق بالخلايا التائية التي تدمر الخلايا المصابة. ووجدوا أنّ استجابات الخلايا التائية كانت أضعف عندما يتأخّر المعزّز، لكنها استقرّت عند مستويات مماثلة عندما تمّ اختبار الأشخاص بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الجرعة الأولى.